بداية عهد الأقراص لعلاج فيروس كورونا.. 4 أسئلة يجب عليك معرفة إجابتها

(غيتي)

أعلنت شركتا (ميرك) و(فايزر) الأمريكيتان عن نتائج مشجعة جدا لأدوية تؤخذ عن طريق الفم في مواجهة فيروس كورونا المستجد، في حين أظهر دواء مضاد للاكتئاب نتائج واعدة، ما قد يفتح صفحة جديدة في مكافحة الوباء.

وقال عالم الفيروسات البريطاني (ستيفن غريفين) في تصريح أدلى به لمركز( ساينس ميديا) إن “نجاح هذه الأدوية المضادة للفيروسات من المحتمل أن يفتح حقبة جديدة في قدرتنا على منع العواقب الوخيمة” للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

ما هي هذه العلاجات؟

هي أقراص أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم ويتم إعطاؤها منذ ظهور الأعراض الأولى للإصابة بفيروس كورونا المستجد من أجل تجنب الأعراض الخطيرة وإدخال المرضى إلى المستشفى.

وأعلنت شركتا الأدوية الأمريكيتان نجاحهما بعد أشهر من البحث: ميرك في أوائل أكتوبر/تشرين الأول مع دواء (مولنوبيرافير)، وفايزر أمس الجمعة مع (باكسلوفيد).

وهذه العلاجات عبارة عن مضادات فيروسات تعمل عن طريق الحد من قدرة الفيروس على التكاثر ومن ثم إبطاء المرض.

وتشير كلتا المجموعتين إلى انخفاض حاد في حالات الاستشفاء بين المرضى الذين تناولوا دواءيهما: بمقدار النصف لـ(مولنوبيرافير) وحوالي 90% لـ(باكسلوفيد)، على الرغم من ضرورة الحرص على عدم مقارنة معدلات الفعالية هذه بشكل مباشر نظرًا لاختلاف (بروتوكولات) الدراستين.

في الوقت نفسه، أظهر (فلوفوكسامين) وهو دواء مضاد للاكتئاب متوفر في المجال العام، نتائج مشجعة في الوقاية من الأشكال الحادة لكورونا، وفقًا لدراسة نشرها باحثون برازيليون في دورية (لانسيت غلوبال هيلث) في أكتوبر الماضي.

ما أهمية ذلك؟

إذا ثبتت فعالية هذه الأدوية، فستكون خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة كورونا. وستضاف إلى اللقاحات ولن تشكل بديلًا عنها لاستكمال الأدوات العلاجية ضد الفيروس.

وهذه العلاجات متوفرة بشكل رئيسي كأجسام مضادة مركبة. لكن هذه الأدوية التي تستهدف المرضى الذين يعانون من أشكال حادة تُحقن حاليًا عن طريق الوريد وبالتالي فإن إعطاءها للمرضى ليس سهلا.

في المقابل، يمكن وصف حبة أو قرص بسرعة للمريض الذي سيأخذها بسهولة في المنزل. وتتطلب علاجات (ميرك) و(فايزر) التي تتسبب بآثار جانبية قليلة، أخذ عشر جرعات على مدى خمسة أيام.

مريض
يعمل العقاران على خفض حالات الاستشفاء بين المرضى (غيتي)

ما هي حدودها؟

ما زال من الصعب تقييم التأثير الدقيق لعلاجات (ميرك) و(فايزر) لأن المجموعتين لم تنشرا حتى الآن سوى بيانات صحفية من دون إتاحة تفاصيل تجاربهما السريرية.

ومن هنا يجب “التعامل بحذر” مع هذا النوع من الإعلانات بانتظار الاطلاع على تفاصيل الدراسات، كما أشارت أخصائية الأمراض المعدية الفرنسية كارين لاكومب في سبتمبر/أيلول الماضي، مؤكدة أن مثل هذه العلاجات يمكن أن تمثل سوقا “ضخمة” للمصنعين.

ومع ذلك، تشير بعض العناصر بوضوح إلى أن شركتي (ميرك) و(فايزر) لا تقدمان وعودًا فارغة وذلك نظرًا لأنهما وبموافقة لجان مراقبة مستقلة أوقفتا تجاربهما في وقت أبكر مما كان متوقعًا أمام النتائج الحاسمة.

أما بالنسبة لعقار (فلوفوكسامين)، فعلى الرغم من أن الدراسة متاحة للجميع، فإنها لم تنج من الانتقادات. فقد أبدى العديد من الباحثين أسفهم لأن المؤلفين لم يقوموا فقط بتقييم تواتر الاستشفاء ولكن أيضًا فترات الإقامة الطويلة في غرفة الطوارئ، ما أدى إلى جعل تفسير البيانات مسألة معقدة.

متى ستتوفر العقاقير وبأي كلفة؟

حصلت (ميرك)، الخميس الماضي، على موافقة على استخدام (مولنوبيرافير) من السلطات الصحية في المملكة المتحدة للمرضى الذين يعانون من عامل خطر واحد على الأقل لتطوير شكل خطير من المرض وهذا يشمل التقدم في السن والسمنة ومرض السكري.

وتقوم السلطات الصحية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بمراجعة الدواء بشكل عاجل. ووعدت هيئة الأدوية الأوربية بأنها ستصدر رأيها سريعا من دون تحديد تاريخ لذلك.

وقدمت عدة دول طلبات لشراء الدواء ومنها فرنسا التي طلبت 50 ألف جرعة، والولايات المتحدة التي طلبت ما يكفي لعلاج 1.7 مليون مريض مقابل 1.2 مليار دولار.

ويشير الطلب الأمريكي إلى السعر المرتفع لهذا الدواء ويبلغ نحو 700 دولار لكل علاج.

أما بالنسبة لشركة (فايزر) التي قدمت في الوقت الحالي طلب ترخيص في الولايات المتحدة، فلم توضح سعر (باكسلوفيد)، واعدة بأنه سيكون “ميسور التكلفة” وسيتفاوت وفقا للدول ومستوى دخلها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات