تزايد حالات “الصداع” تزامنا مع جائحة كورونا.. إليك الأسباب وطرق العلاج (فيديو)

قد لا تقتصر مضاعفات فيروس كورونا المستجد على الآثار التنفسية في الرئة فقط، بل تتعدى ذلك إلى تأثيرات على صحة الدماغ حيث ازدات مؤخرًا معدلات الإصابة بالصداع والصداع النصفي المعروف بـ “الشقيقة” تزامنًا مع جائحة كورونا.

وربما يجد بعض الناس أن نوبات الصداع النصفي -أو الصداع عمومًا- مرتبطة ببعض المحفزات، وهو ما صرح به ضيف برنامج (مع الحكيم) الدكتور ثائر عيلان أخصائي الأمراض العصبية في مركز دوك الطبي بالدوحة.

وأوضح عيلان أن معظم التغيرات في نمط الحياة اليومية قد يعمل كمحفز للصداع، ناهيك عن الضغوطات التي فرضتها الجائحة بسبب فقدان بعض الأشخاص لوظائفهم، فضلًا عن إجراءات الغلق والعزل التي أدت إلى تفاقم الصداع لدى 80% من الأشخاص.

ووفقًا للطبيب، قد يقوم الجسم بردود أفعال تجاه الأجبان القديمة والشوكولاتة والكحول والأطعمة المخمرة والمخللة، التي تعد أيضًا من العوامل الغذائية الشائعة التي قد تسبب الصداع النصفي.

كما يعد الجنس عاملًا مهمًا في الإصابة بالصداع النصفي، فالنساء أكثر عرضة للإصابة بالشقيقة من الرجال ويرجع ذلك إلى هرمونات الأنوثة، حيث تصيب الشقيقة واحدة من بين خمسة نساء، مقابل واحد من بين كل 15 رجلًا.

ولسوء الحظ، لم يتم التعرف بعد على السبب الدقيق للصداع النصفي، ولكن يعتقد العلماء أنه نتيجة لتغيرات مؤقتة في المواد الكيميائية والأعصاب والأوعية الدموية في الدماغ، حيث تتوسع الأوعية الدماغية مما يزيد ضغط الدم فينقبض الوعاء ويشعر المريض بالألم.

من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة آلام الصداع الحركة أو الضوء الساطع أو الصوت المرتفع، كما قد يشعر المصاب بالغثيان وقد يتقيأ.

ولا يزال سبب اتساع الأوعية مجهولًا، ولكن وفقًا لضيف الحلقة فإنه يعتقد أن السبب قد يرجع إلى المؤثرات الخارجية كالطعام والروائح النفاذة والأضواء الساطعة وغيرها من محفزات الصداع.

وغالبًا ما يكون الآيبوبروفين هو الحل وهو المادة الفعالة للتخلص من الصداع، بالإضافة إلى أدوية التريبتان التي يمكن أن تساعد في عكس التغيرات في الدماغ التي قد تسبب الصداع النصفي.

هذا فضلًا عن بعض الأدوية لا تحتاج لوصفة طبية، على غرار الباراسيتامول، والآيبوبروفين، والنابروكسين، وعلاجات الصداع النصفي التي تحتوي على مزيج من مسكنات الألم.

وأوضح الدكتور عيلان في حديثه للجزيرة مباشر أن علاج الصداع النصفي يعتمد بشكل أساسي على خوافض الضغط الدموي وأدوية الصرع ومضادات الالتهاب والمسكنات، بالإضافة إلى مضادات القيء ومضادات الاكتئاب، ولكن يجب استشارة الطبيب أولًا لتحديد نوع العلاج المناسب لكل حالة.

وأشار إلى فاعلية حقن (التوكسين البوتولينوم) المعروفة تجاريًا باسم البوتوكس التي تستخدم منذ سنوات طويلة في عمليات التجميل، فمنذ أن وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام حقن البوتوكس لعلاج نوبات الصداع النصفي المزمنة، تم الإبلاغ عن عدد متزايد من نجاح العلاج في الحد من الصداع النصفي.

لكن الدكتور عيلان أشار إلى صعوبة استمرار هذا النوع من العلاج على المدى الطويل حيث يتم الحقن كل 6 أشهر تقريبًا.

وأخيرًا، نصح بالابتعاد عن محفزات الصداع بشكل عام، على غرار الإجهاد البدني أو العاطفي والتوتر والقلق والاكتئاب والإثارة، فضلًا عن الضوضاء الصاخبة  والخفقان والتعرض للدخان والروائح القوية أو العطور وغيرها من محفزات الصداع.

المصدر : الجزيرة مباشر