مصر.. تصاعد حملة “مقاطعة الفراخ لمدة شهر” ورئيس شعبة الدواجن يكشف أسباب الغلاء (فيديو)

عارض رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية المصرية عبد العزيز السيد، حملة مقاطعة شراء الدجاج مدة شهر، التي أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها غير مجدية، موضحًا أن ارتفاع الأعلاف هو السبب وليس البائع النهائي.

وقال السيد لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، مساء الاثنين، إن المستهلك دائمًا ما ينظر إلى المنتج النهائي دون أن ينظر إلى التكلفة الفعلية لعملية الإنتاج التي تتحكم بشكل رئيسي في سعر المنتج، مؤكدًا أن مدخلات الإنتاج -الأعلاف- مرتفعة بشكل مبالغ فيه.

وأوضح السيد حجم الارتفاع الذي وصل إليه سعر الأعلاف قائلًا “نستورد من الخارج أكثر من 80% من الذرة وفول الصويا -مكونات إنتاج- وأدى ارتفاع أسعارها عالميًّا، إلى ارتفاع أسعارها في مصر، ووصل سعر العلف إلى 22 ألف جنيه (800 دولار) للطن، وفول الصويا إلى 31 ألف جنيه (1150 دولارا) للطن، والذرة إلى 15 ألفا للطن (550 دولارا)”.

وأضاف أن قطاع الدواجن في مصر يعاني بشكل كبير وربما يكون أكثر من نصف القطاع قد تضرر بالفعل، وبدلًا من التخطيط للتصدير -قبل الأزمة- وفتح أسواق جديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، أصبحنا الآن نطمح لعودة صناع الدواجن الذين خسروا وخرجوا من السوق خلال الفترة الماضية.

وبشأن إيجاد الحلول للحد من الأزمة، قال إن انضباط الأسعار يبدأ من الرقابة الصارمة على المستورد الرئيسي لمدخلات الإنتاج، والنظر إلى الأسعار الفعلية حسب الفاتورة الشرائية، وأن نضع في الاعتبار أي غرامة وأي تكلفة إضافية فعلية تثبت بالأوراق، وبالطبع حفظ حق البائع في هامش الربح.

وتابع المسؤول “نريد أن نخرِج المنتَج -الدجاجة- من حصيلة المنتِج إلى المستهلك مباشرة، ونحذف حلقتين: تاجر الجملة وتاجر التجزئة، وبذلك يمكن تخفيض أسعار الدواجن بنسبة تتراوح بين 10 و12% للمستهلك”.

في السياق ذاته، فنّد الخبير الاقتصادي ونقيب الصحفيين الأسبق ممدوح الولي، بالأرقام حجم ما تنتجه مصر من الأعلاف وما تستورده من الخارج، موضحًا حجم الزيادات في أسعارها عالميًّا خلال السنوات الماضية.

وقال الولي لـ(المسائية) إنه “لا بد من أن ننظر إلى التكلفة الفعلية للمنتج حتى لا نظلم أي طرف من الأطراف، بحيث لا نضر بالمنتِج”، معتبرًا أن وجوده أساسي خاصة مع العمالة الكبيرة في هذا القطاع، التي تصل إلى 3 ملايين عامل، وفقًا لقوله.

وأوضح الولي أن صناعة الدواجن تعتمد بنسبة 75% من تكلفتها على الأعلاف، الذرة وفول الصويا، وحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء (جهاز حكومي) فإن مصر في 2020 حققت الاكتفاء الذاتي من الذرة بنسبة 45%، حيث أنتجت 7.6 ملايين طن، واستوردت 9.4 ملايين طن، لنستهلك في الإجمالي 17 مليون طن ذرة خلال العام.

أما وضع فول الصويا فهو أسوأ من الذرة، على حسب تعبيره، إذ كانت نسبة الاكتفاء 1% فقط “أي أنتجنا في عام 2020 حوالي 36 ألف طن، واستهلكنا في ذات العام أكثر من 4.5 ملايين طن من فول الصويا”.

وأوضح الولي أن الأسعار كانت ترتفع عالميًّا خلال الأعوام الثلاثة السابقة، ففي 2020 بلغ متوسط سعر طن فول الصويا 407 دولارات للطن عالميًّا، وفي العام التالي بلغ 583 دولارا للطن، وفي عام 2022 زاد بنسبة 16% ليصل إلى 675 دولارا للطن.

وكذلك الذرة، حيث بلغ سعرها في 2020 حوالي 166 دولارا للطن، ثم في العام التالي 260 دولارا للطن، ثم في عام 2022 وصل إلى 319 دولارا للطن.

 

هناك أعلاف -وفقًا لنقيب الصحفيين الأسبق- محتجزة في الموانئ منذ فبراير/ شباط الماضي وحتى الآن، أُفرج عن جزء منها وما زال الجزء الآخر محتجزا بالموانئ.

وتابع “عندما يفرج عن هذه البضائع يضاف إلى تكلفتها سعر الأرضيات وغرامات تحصل عليها مصلحة الجمارك وما يسمى الحراسات الأمنية، بالإضافة إلى تكلفة النقل، سواء خارجيًّا عبر الموانئ، أو داخليًّا من الميناء إلى التجار”، أي أن كل هذه المراحل تدخل في سعر المنتَج النهائي وترفع من سعره.

وأطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة شراء الدجاج مدة شهر ابتداءً من اليوم الثلاثاء احتجاجًا على ارتفاع أسعاره بـ20%، خلال اليومين الماضيين، وأكد المشاركون في الحملة من شخصيات عامة ومستهلكين، أن سعر الدجاجة ارتفع إلى مستويات وصفوها بأنها غير مقبولة لأنها تفوق قدرات الأسر المتوسطة الدخل.

المصدر : الجزيرة مباشر