اليابان تتعهد بمساعدات بقيمة 30 مليار دولار لأفريقيا خلال قمة تونس

الرئيس التونسي قيس سعيّد وسط صورة جماعية في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد" في تونس (رويترز)

تعهدت اليابان، أمس السبت، بتقديم مساعدات بقيمة 30 مليار دولار للتنمية في أفريقيا، قائلة إنها تريد توطيد العلاقات مع القارة، في ظل تهديد النظام الدولي القائم على القوانين بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في كلمته أمام مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد) المنعقد في تونس، إن طوكيو ستعمل على ضمان شحن الحبوب إلى أفريقيا وسط نقص عالمي.

وأضاف كيشيدا عبر دائرة تلفزيونية بعد أن ثبتت إصابته بكوفيد-19 “إذا تخلينا عن مجتمع قائم على القوانين وسمحنا بتغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن بالقوة، فإن تأثير ذلك لن يمتد عبر أفريقيا فحسب، بل عبر العالم بأسره”.

وأوضح كيشيدا أن مبلغ 30 مليار دولار سيتم تسليمه على مدى 3 سنوات، وتعهد بمبالغ أصغر لتحقيق الأمن الغذائي بالتنسيق مع بنك التنمية الأفريقي.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية عن وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي قوله إن طوكيو منحت تونس 100 مليون دولار للمساعدة في تخفيف آثار جائحة كورونا.

وهذه أول نسخة من “تيكاد” منذ تفشي فيروس كورونا والثانية في أفريقيا بعد أن استضافتها كينيا عام 2016. وتُعقد الندوة التي أطلقتها طوكيو عام 1993 كل 3 سنوات، ويُنتظر أن يصل إجمالي عدد المشاركين في الندوة والأنشطة الموازية لها التي تشمل المجتمع المدني إلى نحو 5000 شخص، وفق الخارجية اليابانية.

في هذا السياق، كشف كيشيدا أن من بين التمويلات التي ستقدمها اليابان مليار دولار مخصصة لإعادة هيكلة الديون، وأوضح أنه سيتم التركيز على تعزيز النمو الأخضر، قائلًا “سنطلق مبادرة النمو الأخضر لأفريقيا، ونستثمر فيها 4 مليارات دولار”.

كما ستساعد اليابان الدول الأفريقية في مواجهة نقص الأغذية الناتج عن الحرب في أوكرانيا، وتقدم لها تمويلات بقيمة 300 مليون دولار بتمويل مشترك مع البنك الأفريقي للتنمية من أجل إنتاج الغذاء وتدريب 200 ألف شخص في الزراعة.

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يتحدث عبر رابط الفيديو في مؤتمر “تيكاد” في تونس (رويترز)

أمل تونسي

وتحتاج تونس إلى دعم مالي بينما تواجه أزمة تلوح بالأفق في المالية العامة، التي تفاقمت بسبب الضغط العالمي على السلع الأساسية، واصطفت طوابير طويلة الأسبوع الماضي أمام محطات البنزين وسط نقص الوقود، في حين بدأت المتاجر تقنين بعض السلع.

وتأمل السلطات التونسية أن يستفيد اقتصادها المتعثر من استضافة ندوة “تيكاد” من خلال جذب استثمارات يابانية، وقد أتاحت “تيكاد” منذ إنشائها إطلاق 26 مشروعًا إنمائيًّا في 20 دولة.

كما يأمل التونسيون تحقيق نتائج جيدة في مجالات الصحة وصناعة السيارات والطاقات المتجددة بأكثر من 80 مشروعًا بقيمة 2.7 مليار دولار، حسب رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية الهادي بن عباس.

ومن المفترض أن تؤدي تلك المشروعات -التي ستُعرض على مستثمري القطاع الخاص في تونس وأفريقيا- إلى توفير أكثر من 30 ألف فرصة عمل.

ومنحت القمة الرئيس التونسي قيس سعيّد أكبر منصة دولية له منذ انتخابه في 2019، وتأتي بعد سيطرته على سلطات واسعة تم إعلانها رسميًّا من خلال استفتاء على الدستور، وهي خطوة يصفها معارضوه بأنها انقلاب.

وأثارت القمة خلافًا بين تونس والمغرب التي استاءت من قرار سعيّد دعوة جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، وهي منطقة تعتبرها الرباط جزءًا من سيادتها.

واستدعى المغرب سفيره للتشاور من تونس التي ردت بالمثل، وقالت الرباط إن قرار دعوة زعيم البوليساريو إبراهيم غالي اتُّخذ ضد رغبة اليابان، ولم تعلق طوكيو على الأمر بعد.

المصدر : وكالات