يعكس تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي.. شجار داخل محل تجاري على كيس حليب في لبنان (فيديو)

مظاهرات مستمرة في لبنان احتجاجا على تردي الوضع المعيشي (رويترز)

تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع فيديو يظهر شجارا في أحد المحال التجارية في بيروت على كيس حليب أطفال في لبنان الأمر الذي  يعكس تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان.

وزادت جائحة كورونا من جراح لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، مما تسبب في تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.

وشهدت مدن لبنانية أمس السبت احتجاجات شعبية لليوم الخامس على التوالي رفضا للأوضاع المعيشية واحتجاجا على تراجع قيمة الليرة.

كما شهدت مدن عدة إقبالا كبيرا على شراء الحاجيات والمواد الغذائية المدعومة مثل الحليب والزيت وغيرهما.

انهيار سعر صرف الليرة

وعادت الاحتجاجات إلى شوارع لبنان منذ مطلع الأسبوع الماضي وسط هبوط العملة المحلية إلى أدنى مستوى لتتخطى للمرة الأولى 10 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء.

بينما لا يزال السعر الرسمي للدولار 1510 ليرات، والدولار المدعوم 3900 ليرة.

والدولار المدعوم هو أموال منحها المصرف المركزي للصرافين والتجار بسعر 3900 ليرة مقابل الدولار بهدف استيراد السلع الضرورية في ظل الارتفاع الكبير لسعر الصرف في السوق الموازية.

وأمر الرئيس اللبناني ميشال عون الأربعاء الماضي بفتح تحقيق في أسباب انهيار الليرة داعيا لإحالة النتائج إلى النيابة العامة.

 

وانعكس الانخفاض في العملة المحلية على أسعار السلع والمواد الغذائية وكل ما يتم استيراده من الخارج.

وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعا جديدا في أسعار السلع والخدمات كافة من الخبز والمواد الغذائية المستوردة بغالبيتها، مرورا بالبنزين وتعرفة سيارات الأجرة، وصولا الى فاتورة المولد الكهربائي وسط تقنين قاس في التيار علما أن جزءا كبيرا من هذه السلع مدعوم من الدولة.

وارتفعت أسعار السلع بنسبة 144% وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي وبات أكثر من نصف سكان لبنان تحت خط الفقر.

 دياب يهدد

كان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب قد هدد أمس السبت بالتوقف عن عمله من أجل الضغط نحو تشكيل حكومة جديدة.

وقال دياب “أعتبر أن الوضع قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وقد ألجأ إليه رغم أنه يخالف قناعاتي للضغط نحو تشكيل الحكومة”.

وأضاف “الظروف الاجتماعية تتفاقم والسياسية تزداد تعقيدا ولا يمكن لحكومة عادية مواجهتها من دون توافق سياسي، فكيف لحكومة تصريف الأعمال؟”.

ولم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة بسبب خلافات بين القوى السياسية منذ استقالة حكومة دياب في 10 أغسطس/آب الماضي بعد 6 أيام من انفجار مرفأ بيروت.

وشدد دياب على أنه لا حل إلا بتشكيل حكومة جديدة ولا حل للأزمة الاجتماعية من دون حل الأزمة المالية.

واعتبر دياب أن لبنان “بلغ حافة الانفجار بعد الانهيار والخوف من عدم إمكانية الحماية من الأخطار”.

وقال “اللبنانيون يعانون أزمة اجتماعية خطيرة وهي مرشحة للتفاقم حال لم تتشكل حكومة جديدة مدعومة سياسيا”.

المصدر : الجزيرة مباشر