دمياط قلعة صناعة الأثاث في مصر تعاني البطالة.. لماذا؟ (فيديو)

قال خبراء للجزيرة مباشر إن تحرير سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار كان أحد أهم أسباب الركود الذي أصاب صناعة الأثاث في دمياط.

وقال الخبير الاقتصادي ممدوح الولي خلال برنامج المسائية على الجزيرة مباشر “رغم تعدد الصناعات في دمياط، إلا أن الأثاث يعد النشاط الرئيسي في المدينة ويضم داخله نحو 18 حرفة، وأي ركود أو تراجع في مبيعات الأثاث يؤثر على باقي الأنشطة في المحافظة”.

وأضاف “رأينا منذ 2016 وحتى قبل تحرير سعر الصرف ارتفاعا كبيرا في أسعار الخامات المستوردة والتي زادت أسعارها بأكثر من 50% دفعة واحدة بعد تحرير سعر الصرف فضلا عن زيادة أسعار الخامات عالميا خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى تراجع المبيعات وركود الأسواق وتحول الكثير من أصحاب الورش إلى حرفيين، أو تغيير النشاط، أو إغلاقه وقد أثر ذلك على باقي الأنشطة والصناعات مثل الحلويات والأسماك والألبان”.

وعن تأثير كورونا على مشكلة البطالة قال الولي “كورونا عمق المشكلة ولكن المشكلة موجودة من قبل عام 2016، وفي العام الماضي بلغت قيمة صادرات مصر من الأثاث 214 مليون دولار فقط وهو أقل رقم خلال 11 عاما مضت”.

وأضاف “أيضا من الأسباب الرئيسية عدد حالات الزواج الذي يؤثر في صناعة الأثاث، ففي العام الماضي كان عدد حالات الزواج هو الأقل منذ 8 سنوات، بينما كان المفترض أن يزيد الرقم بسبب الزيادة في عدد السكان، أضف إلى ذلك تحكم كبار التجار في سعر الخامات وفرضهم أسعار غير مجزية على صغار الصناع”.

وعن دقة أرقام البطالة المعلنة من قبل جهاز الإحصاء قال الولي “جهاز الإحصاء يعلن أرقام البطالة عبر بحث العينة ويدخل فيها العمالة غير منتظمة، وأرى أن الرقم الفعلي للبطالة في دمياط أكبر من ذلك، لأن جهاز الإحصاء يعتبر من يعمل لمدة ساعة واحدة أسبوعيا هو مشتغل وبالتالي الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك”.

وعن تأثير إنشاء مدينة الأثاث التي بنتها الدولة في دمياط على المشكلة قال الولي “كما قال أحد الصناع أنه لم يتم استشارة الدمايطة والمشكلة كانت في التسويق وأسعار الإيجارات المرتفعة في المدينة، وبعد المسافة عن المدينة، وارتفاع التكلفة بسبب النقل، وعدم تفرغ الإدارة، ولم تقم الشركة بإنشاء معارض لبيع المنتجات أو شركة لتصدير المنتجات”.

دور الدولة

وعن دور الدولة تجاه إشكالية صناعة الأثاث وزيادة معدلات البطالة قال الخبير الاقتصادي علاء عبد الحليم “رقم البطالة المذكور مبالغ فيه لأنه لا يمكن أن تكون نسبة البطالة في دمياط ضعف الرقم في القاهرة، وربما يكون السبب في ذلك أن جزءا كبيرا من نشاط صناعة الأثاث في دمياط هو غير رسمي وبالتالي هو غير مسجل، والدولة يمكن أن تساهم من خلال تطوير الصناعة لتنمية قدرتها على المنافسة”.

وعن الأمور التي أثرت سلبا على صناعة الأثاث في دمياط قال عبد الحليم “أعتقد أن الضربة الكبرى جاءت بعد تحرير سعر الصرف الذي انخفض من 7 جنيهات إلى 18 جنيها مقابل الدولار”.

وأضاف “الأمر الآخر أن أرقام الصادرات غير دقيقة لأن هناك صادرات كثيرة غير مسجلة”.

كان تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشف عن تصدر محافظة دمياط معدلات البطالة في مصر لعام 2020.

وتعاني دمياط من ركود تجاري أثر على صناعة الأثاث التي اشتهرت بها المحافظة بسبب تداعيات فيروس كورونا.

وطبقا للمجلس التصديري للأثاث في مصر شهدت صادرات مصر من الأثاث تراجعا كبيرا من 400 مليون دولار عام 2016 إلى 244 مليون دولار عام 2020.

المصدر : الجزيرة مباشر