العراق يبحث مع صندوق النقد الحصول على قرض عاجل

المقر الرئيسي لصندوق النقد الدولي - واشنطن - الولايات المتحدة (رويترز)

قال صندوق النقد الدولي، إن محادثات جارية مع السلطات العراقية التي طلب الحصول على قرض عاجل للإيفاء بالتزاماتها المالية، في موازنة العام الجاري.

وذكر الصندوق في رسالة عبر البريد الإلكتروني، مساء أمس الأحد، أن العراق طلب تمويلا عبر أداة التمويل السريع التي تتيح لأعضاء الصندوق الاستفادة منه دون وجود برنامج إصلاحي طويل الأمد.

يأتي ذلك، بعد ساعات من تصريحات لوزير المالية العراقي علي علاوي، في مقابلة مع وكالة بلومبرغ، قال فيها إن بلاده دخلت في محادثات مع صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض بقيمة 6 مليارات دولار لدعم اقتصاده المتعثر.

ويتوقع العراق عجزا في موازنة 2021، يبلغ 71 تريليون دينار (49 مليار دولار).

وقال علاوي لبلومبرغ “بمجرد موافقة البرلمان على خطة الإنفاق، يمكن للعراق التقدم بطلب للحصول على ملياري دولار أخرى، في شكل تمويل سريع لمساعدة الاقتصادات التي تعاني من أزمة كوفيد-19”.

والقرض الذي طلبه العراق من الصندوق، أقل بكثير من عجز موازنة 2020، لكنه سيسهم في خفض استنزاف احتياطات النقد الأجنبي للبلاد.

وفي 2020، اقترضت الحكومة العراقية أكثر من 25 مليار دولار من البنك المركزي، لدفع رواتب القطاع العام وتلبية المتطلبات المالية الأخرى.

وكشف الجهاز المركزي للإحصاء في تقرير له، أن الدين العام الداخلي للعراق بلغ نحو 43.4 تريليون دينار (ما يعادل 36 مليار دولار) خلال الربع الأول من عام 2020، مقابل 38.3 تريليون دينار في الربع الأخير من عام 2019.

تحرير سعر صرف الدينار

والشهر الماضي، أعلن العراق عن تحرير جزئي في أسعار الصرف، خفض بموجبه سعر الدينار مقابل النقد الأجنبي في محاولة لتعظيم السيولة بالعملة المحلية، والإيفاء بالتزامات الحكومة، أبرزها فاتورة الرواتب.

ودخل قرار خفض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار، في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2020، حيز التنفيذ، ونص على رفع قيمة الدولار إلى 1470 ديناراً عراقياً بعد أن كان يعادل 1184 دينارا.

والعراق، أحد البلدان ذات الاقتصاد الريعي، حيث يعتمد على إيرادات بيع النفط لتمويل ما يصل إلى 95% من نفقات الدولة. وهو ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بمتوسط إنتاج يومي 4.6 ملايين برميل يوميا في الظروف الطبيعية.

ويعيش البلد أزمة مالية خانقة، جراء تراجع أسعار النفط بفعل أزمة جائحة كورونا التي شلت قطاعات واسعة من اقتصادات العالم.

احتجاجات

كان العراق قد شهد العراق شعبية في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2019  تشكو تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وخلال الاحتجاجات وقعت اشتباكات دموية بين المتظاهرين والقوات الأمنية راح ضحيتها نحو 700 قتيل من الطرفين، أغلبهم من المتظاهرين، إضافة إلى آلاف الجرحى.

واستمرت الاحتجاجات لعدة أشهر، مع خروج الآلاف إلى الشوارع في بغداد وجنوبي البلاد.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر