كورونا.. صندوق النقد يحذر من رحلة تعاف اقتصادي طويلة

من الأدوار الرئيسية للحكومة أن تحمي صحة شعبها

توقع صندوق النقد انكماشا عالميا نسبته 4.4% في 2020، في تحسن من انكماش بنسبة 5.2% كان متوقعا في يونيو/ حزيران.

وذلك بعد أظهرت الاقتصادات العالمية مع إنهاء الإغلاق المفروض للحد من تفشي جائحة “كوفيد-19″، تحسنا في معدلات التجارة ونشاط التجزئة وبيانات النمو.

وقال الصندوق في أحدث تقاريره لآفاق الاقتصاد العالمي، إنها لا تزال أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.

وحذرت جيتا جوبيناث، كبيرة اقتصاديي صندوق النقد، مع نشر التقرير الذي جاء تحت عنوان “صعود طويل وصعب”، من أن التعافي الاقتصادي سيكون “طويلا وغير منتظم وغير مؤكد”، وذلك مع مواصلة انتشار الوباء وإعلان العديد من الدول إعادة فرض إجراءات الإغلاق.

وقالت جوبيناث إن العديد من الدول سيشهد “ضررا متواصلا” للإنتاج، مما سيؤدي إلى “انتكاسة كبيرة” لمستويات المعيشة، مضيفة أن عملية انتقال العمالة من القطاعات المعرضة لخطر التراجع طويل الأجل، مثل قطاع السفر إلى القطاعات عالية النمو مثل التكنولوجيا الرقمية ستطلب دعما كبيرا على صعيد السياسات.

وحذر الصندوق من أن “الجرح” الاقتصادي الناجم عن فقد الوظائف وإفلاس الشركات ومشاكل الديون وتراجع النشاط التعليمي سيقوض النمو العالمي على المدى المتوسط بعد 2021 إلى نحو 3.5 %، إذ من المتوقع بلوغ فاقد الناتج التراكمي 28 تريليون دولار في الفترة من 2020 إلى 2025 مقارنة بمسارات  النمو قبل الجائحة. 

إعادة فرض الإغلاقات الشاملة أو تدهور فرص التوصل إلى لقاح سيكون لها تداعيات وخيمة على النشاط الاقتصادي العالمي
يجب إنهاء الأزمة الصحية لوقف التدهور الاقتصادي

وقال الصندوق إن عوامل مثل تزايد إصابات كوفيد-19 من جديد وإعادة فرض الإغلاقات الشاملة أو تدهور فرص التوصل إلى لقاح سيكون لها تداعيات وخيمة على النشاط الاقتصادي العالمي وقد توقد شرارة اضطرابات بأسواق المال.

وقالت جيتا جوبيناث إن تنامي فرض القيود على التجارة والاستثمار وتزايد الضبابية الجيوسياسية ينطوي على مخاطر أيضا قد تهدد التوقعات الاقتصادية المحسنة قليلا التي أعلنها صندوق النقد للعام 2021.

وتابعت “هذه الجائحة لم تنته، وهو ما يعني أنه… قد تكون هناك نتائج أشد سوءا.”          

زيادة الفقر

وقالت جوبيناث في تدوينة “يزداد الفقراء فقرا، إذ من المتوقع وقوع قرابة 90 مليون شخص في براثن العوز الشديد هذا العام… من المرجح أن تكون رحلة الخروج من هذه الكارثة طويلة ومتقطعة وشديدة الضبابية. من الضروري عدم وقف الدعم المالي والنقدي قبل الوقت المناسب لذلك”.

مصر

وتوقع الصندوق اتساع عجز الحساب الجاري لمصر ليصل إلى 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2021، مقابل عجز بنسبة 3.2% هذا العام، كما أدرج مصر ضمن العديد من الدول المعرضة بشكل خاص لأن تسجل تراجعا في تحويلات المغتربين.

كما توقع صندوق النقد ارتفاع معدل البطالة في مصر إلى 9.7% العام المقبل، مقابل 8.6% في 2019.

دول الخليج
تعاني دول الخليج الغنية بالنفط من صدمة مزدوجة من أزمة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط (رويترز)

وعدل الصندوق بالخفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في 2020 لمعظم دول الخليج، إذ حذر من أن التوقعات الاقتصادية تزداد سوءا بالنسبة إلى العديد من الأسواق الناشئة وسط أزمة فيروس كورونا.

وتعاني دول الخليج الغنية بالنفط من صدمة مزدوجة من أزمة فيروس كورونا، التي تضعف الطلب في الاقتصاد غير النفطي، وانخفاض أسعار النفط، مما يضر بالإيرادات هذا العام.

الاقتصادات الناشئة

 توقع الصندوق أن تسجل الاقتصادات الناشئة انكماشا بنسبة 3.3% خلال هذا العام، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 0.2% عن توقعاته السابقة في يونيو/حزيران.

وأشار التقرير إلى أن الأضرار التي لحقت بقطاع السياحة وتحويلات المغتربين والديون الخارجية تلقي بظلالها على الأسواق الناشئة التي “ما زالت آفاقها محفوفة بالمخاطر”.

الولايات المتحدة

وقال الصندوق إن الولايات المتحدة ستشهد انكماشا للناتج المحلي الإجمالي سيبلغ 4.3% في 2020، وهو أقل وطأة بكثير من انكماش 8% كان متوقعا في يونيو/ حزيران.

منطقة اليورو والصين
العملة الصينية اليوان (رويترز)

ومن المتوقع انكماشُ اقتصاد منطقة اليورو 8.3% في 2020، وهو أفضل من انكماش 10.2% كان متوقعا في يونيو/ حزيران.

وقال الصندوق إن الصين، التي شهدت استئنافا للأنشطة وانتعاشا قويا ومبكرا من الجائحة، ستكون الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي يشهد نموا في 2020 بنسبة تبلغ 1.9%، وهي ضعفا النسبة المتوقعة في يونيو/ حزيران تقريبا، وأن يحقق نموا 8.2% في 2021، وهي أعلى وتيرة في نحو 10 سنوات.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز