لبنان.. مزارعو القمح في عكار الريفية يشتكون إهمال الدولة رغم ارتفاع الطلب (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر، اليوم الأحد، حصاد محصول القمح في عكار شمالي لبنان، حيث نشطت زراعته بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وشهد لبنان بدوره انخفاضًا في استيراد القمح بعد الحرب، مما دفع عددًا من الفلاحين إلى زراعة القمح لتوفير دخل في ظل أزمة اقتصادية يعيشها البلد، ولسد الحاجة أيضًا مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وبدأ المزارعون في عكار، منذ ساعات الصباح الأولى، بحصد محصولهم من حبوب القمح عبر آلات الحصاد، وقال أحدهم لكاميرا الجزيرة مباشر إن المحصول جيد ويفوق ما كانوا يتوقعون.

وطالب المزارع السلطات بتوفير احتياجاتهم ومساعدتهم في تسويق وبيع سلعتهم، وتشييد مصانع خاصة بذلك حتى تستفيد الدولة والمزارع والمواطن.

انعدام الدعم

وأفاد مزارع آخر بأن زراعة القمح تبدأ في أكتوبر/تشرين الأول، واشتكى بدوره من انعدام الدعم المقدَّم من الدولة للمزارعين. وأضاف أن “جميع الدول اتجهت إلى دعم المُزارع بعد الحرب الروسية الأوكرانية في حين يختلف الأمر في لبنان”، وفق قوله.

وقدّر نسبة زيادة زراعة القمح في لبنان بعد الحرب بـ50% مقارنة بما قبلها، إذ لم تكن الزراعة مربحة في السابق، في حين رفعت الأزمة الاقتصادية أيضًا من الاحتياج إلى المنتج الداخلي، وزاد التخوف من انقطاعه وعدم تمكن الدولة من استيراده.

صورة أرشيفية لحبوب قمح
تسببت الحرب في أوكرانيا في ارتفاع كبير لأسعار الحبوب خاصة القمح (رويترز)

وأوضح المزارع للجزيرة مباشر أن زراعة القمح تسهم أيضًا في تأمين علف المواشي الذي يشهد انتعاشًا في شمالي لبنان. واتهم المزارع اللبناني الدولة بأنها لا تكتفي فقط بعدم دعم المزارعين بل إنها “تحاربهم”، وذلك عبر استيراد ما يزرعونه من الخارج مما يجعلهم غير قادرين على تصريف سلعهم.

وأضاف مزارع ثالث أن الدولة تدعمهم بالسماد والأدوية الكيميائية وتشتري منهم المحصول، ثم تساعدهم في التكلفة الباهظة التي يدفعونها لاكتراء الأرض بوصفهم مزارعين صغارًا.

المستفيد الوحيد

وقال المتحدث للجزيرة مباشر إنهم يضطرون في كل موسم إلى تخزين المحصول أو بيعه بأبخس الأثمان، ليكون كبار التجار المستفيد الوحيد.

وشدّد المزارعون في عكار على أنهم يخسرون بسبب ارتفاع الأسعار مع انخفاض العملة المحلية أمام الدولار، في حين لا يتمكنون من بيع محصولهم بما يضمن لهم الربح.

وأفاد أحد المزارعين بأن الأرض الزراعية في لبنان تمتاز بطرحها أكثر من نوع من القمح، جميعها من نوعيات جيدة تستوردها دول أخرى من الخارج.

وأضاف أيضًا أن تطوير هذه الزراعة والنهوض بها يحتاج إلى دعم من الدولة ووزارة الزراعة، وقال المتحدث الذي أمضى 30 سنة في مجال الزراعة إن “لبنان له القدرة على زراعة احتياجاته من القمح”.

ويشهد لبنان، منذ عام 2019، أزمة اقتصادية تُعَد الأسوأ في التاريخ الحديث، وفقًا للبنك الدولي.

المصدر : الجزيرة مباشر