الهند تسلح ميليشيات هندوسية في كشمير وتشعل مزيدا من التوتر مع باكستان

منذ أكثر من ثلاثة عقود، تطالب مجموعات انفصالية باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان (رويترز)

في تصعيد جديد للتوتر القائم بين الجارتين النوويتين، قامت نيودلهي بالشروع مجددًا في تسليح مليشيات هندوسية قروية في جامو بمنطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، وهي من المناطق الأكثر عسكرة في العالم.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الحكومة الهندية قامت مؤخرًا بتسليح 150 شخصًا في قرية دنغاري بكشمير، مؤكدة أيضًا تدريبات حول كيفية استخدام هذه الأسلحة.

ومنذ أكثر من 3 عقود، تطالب مجموعات انفصالية باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان وتقاتل الجنود الهنود.

وقُتل عشرات الآلاف من المدنيين والجنود والمتمردين في هذه المعارك، وتفاقم التوتر في كشمير التي تسيطر عليها الهند منذ أن فرضت نيودلهي سلطتها المباشرة على الإقليم في أغسطس/آب 2019.

وأصبحت العديد من القرى التي تضم عددًا كبيرًا من السكان الهندوس تملك ميليشيات باسم “حراس الدفاع عن القرية”، وهي ميليشيات مدنية شكلت العام الماضي بمبادرة من وزير الداخلية الهندي أميت شاه بعد سلسلة من جرائم القتل التي استهدفت رجال الشرطة والهندوس في كشمير.

وتم تسليح أكثر من 5 آلاف هندوسي في منطقتين حدوديتين من قبل القوات شبه العسكرية الهندية، بحسب مسؤولين في قوات الأمن.

أصبحت العديد من القرى التي تضم عددا كبيرا من السكان الهندوس تملك ميليشيات باسم “حراس الدفاع عن القرية” (رويترز)

وبحسب جندي من القوات شبه العسكرية الهندية، فإن القرويين في حالة تأهب مستمرة ما اضطر وحدته لإبلاغهم بدورياتها الليلية حتى لا تتعرض للاستهداف.

من جانبه، أوضح كانشان غوبتا من وزارة الإعلام الهندية للوكالة الفرنسية أن “الهدف هو إقامة خط دفاع وليس خط هجوم”.

وكانت الهند أقامت سابقًا ميليشيا مدنية في وسط التسعينيات كخط دفاع أول في ذروة التمرد المسلح ضد الحكم الهندي في كشمير، وتم تسليح قرابة 25 ألف رجل وامرأة وتنظيمهم في إطار لجان دفاع قروية في منطقة جامو ذات الأغلبية الهندوسية.

وبدورها اتهمت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان المشاركين في هذه اللجان بارتكاب فظائع ضد مدنيين، ورُفعت 210 قضية على الأقل متعلقة بالقتل والاغتصاب والابتزاز، بحسب أرقام رسمية، ولكن تم إدانة أقل من 2% من المتهمين.

يقول المؤرخون إن ظهور الدين الإسلامي في كشمير يرجع إلى القرن الخامس الهجري (رويترز)

وبينما تحظى هذه الخطة بشعبية كبيرة في أوساط السكان الهندوس، يتخوف المسلمون من أن هذه الميليشيات ستفاقم التوتر والمشاكل في كشمير.

ومنذ أن أصدر البرلمان البريطاني يوم 17 يوليو/تموز 1947 قانون استقلال الهند الذي أنهى الحكم البريطاني لها، ثم بعد ذلك بشهر قرار تقسيم شبه القارة الهندية، برزت قضية كشمير كعقدة بين دولتي الهند وباكستان.

وتضمن قرار التقسيم أن تنضم الولايات ذات الغالبية المسلمة إلى باكستان، وأن تنضم الولايات ذات الغالبية الهندوسية إلى الهند، على أن يكون انضمام الولايات وفقًا لرغبة السكان، مع الأخذ بعين الاعتبار التقسيمات الجغرافية في كل إمارة.

وتخشى الهند إذا سمحت لكشمير بالاستقلال على أسس دينية أو عرقية، أن تفتح بابًا لا تستطيع أن تغلقه أمام الكثير من الولايات الهندية. أما بالنسبة لباكستان، فتعد كشمير منطقة حيوية لأمنها، وذلك لوجود طريقين رئيسيين وشبكة للسكة الحديد في سرحد وشمالي شرقي البنجاب تجري بمحاذاة كشمير.

وينبع من الأراضي الكشميرية 3 أنهار رئيسة للزراعة في باكستان، مما يجعل احتلال الهند لها تهديدًا مباشرًا للأمن المائي الباكستاني.

المصدر : الفرنسية