“المجاعة القاتلة”.. رسالة رابعة من معتقلي سجن بدر في مصر تكشف استمرار معاناتهم

كشفت رسالة جديدة من سجن بدر 3 الذي يُعرف بـ”العقرب الجديد” في مصر، انتهاكات مستمرة بحق المعتقلين بعد مرور أسبوعين على انتفاضة معتقلي السجن للمطالبة بحقوقهم، وفقًا لمنظمات حقوقية.
وقال مركز الشهاب لحقوق الإنسان، إن إدارة السجن الذي يقع (شمال شرقي القاهرة) مارست ضغوطًا على المعتقلين وإرهابهم في محاولة من ضباط الأمن الوطني والإدارة معًا لعدولهم عن المطالبة بحقوقهم.
وعنونت الرسالة التي تداولها ناشطون وحقوقيون، اليوم الأربعاء، بـ”مجاعة قاتلة”، مشيرة إلى تصاعد الأجواء داخل السجن في أعقاب مطالبة المعتقلين بفتح الزيارة لمعرفة أخبار ذويهم.
وقال المعتقلون في رسالتهم “زادت حالات الانتحار اليومي بين المعتقلين بمعدل يتراوح بين 10 و13 حالة، تنوعت بين قطع الشرايين ومحاولات شنق وتناول عقاقير كثرتها يؤدي للوفاة، وكانت أخطر محاولة تلك التي قام بها المعتقل محمود الصعيدي، إذ قام بمحاولة انتحار عبر ذبح نفسه، ما أدى لحجزه في المركز الطبي في حالة حرجة”.
وفي المقابل زادت إدارة السجن من إجراءاتها التصعيدية بحق المعتقلين، بعدما منعت صرف الدواء عن أصحاب الأمراض المزمنة منهم، مثل مرضى القلب والسكر، كما فصلت التيار الكهربائي عن الزنازين باستثناء مصابيح الطوارئ فقط.
وإمعانًا في التنكيل بالمعتقلين، بحسب الرسالة المسربة، أغلقت إدارة السجن “الكانتين”، وقللت كميات الطعام المخصصة لهم، ما أدى لتعريض المعتقلين لـ”مجاعة قاتلة” داخل السجن، وذلك بهدف إجبار المعتقلين على الرضوخ لمطالب الإدارة بتأجيل مطالب الزيارة إلى أجل غير مسمى.
وشارك ضمن الاحتجاجات الأخيرة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، الذي دخل في إضراب عن الطعام، كما انضم إليهم عدد من أعضاء مكتب الإرشاد ونائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان، الذين قاموا بتغطية الكاميرات تضامنًا مع المعتقلين.
ونشرت الحملة الشعبية لدعم المعتقلين والمختفين قسريًّا في مصر (حقهم) نص الرسالة، وقالت إنها “تكشف عن حجم الأزمة داخل السجن والتي امتدت لأكثر من أسبوعين”، وفق تعبيرها.
كما دشن ناشطون وحقوقيون حملة عبر مواقع التواصل، شاركوا فيها عبر وسوم #سجن_بدر_3 و #خرجوهم_عايشين لتسليط الضوء على معاناة المعتقلين وذويهم، في ظل الحديث عن إقدام بعضهم على الانتحار.
وقال الحقوقي بهي الدين حسن، إن “المآسي الإنسانية”، أصبحت عنوانًا لحقيقة سجون مصر في السنوات العشر الأخيرة، وأضاف مستنكرًا “للأسف لم تعد توجد جهة واحدة من مؤسسات الدولة المصرية تحظى بالنزاهة وبثقة المصريين والعالم يمكن اللجوء إليها للتحقيق، آمل أن يتمكن الصليب الأحمر الدولي من زيارة السجون وإنقاذ من يمكن إنقاذهم”.
للأسف لم تعد توجد جهة واحدة من مؤسسات الدولة المصرية تحظي بالنزاهة وبثقة المصريين والعالم يمكن اللجؤ إليها للتحقيق في مدي صحة هذه المآسي الإنسانية التي صارت عنوانا لحقيقة سجون مصر في السنوات العشر الأخيرة
آمل أن يتمكن الصليب الأحمر الدولي من زيارة سجون مصر وانقاذ من يمكن إنقاذهم https://t.co/RTdur6QS6C
— Bahey eldin Hassan (@BaheyHassan) March 6, 2023
وعبر وسم #انقذوا_معتقلي_بدر3 غردت المعلقة ياسمين حازم بالقول “55 محاولة انتحار وكمان منع علاج المرضى والحالات الحرجة وكبار السن، أي سجن في العالم بيحصل فيه كم الانتهاكات دي؟”.
٥٥ محاولة انتحار!!
منع علاج المرضي و الحالات الحرجة و كبار السن !!اي سجن في العالم بيحصل فيه كم الانتهاكات دي !!#انقذوا_معتقلي_بدر3#مقبرة_بدر
— Yasmeen Hazem (@YasmeenHazem9) March 6, 2023
جدير بالذكر أن شكاوى الانتهاكات بمركز الإصلاح والتأهيل بدر، جاءت بعد أيام من مطالبة 19 منظمة حقوقية محلية وعالمية، بالتحقيق العاجل في تلك الانتهاكات، فضلًا عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأنها.
وسلطت المنظمات الضوء على تلك الانتهاكات، ومن بينها: الحرمان من الزيارة لمدة وصلت إلى 7 سنوات، وتبني سياسة تجويع المعتقلين بتقديم كميّات طعام ضئيلة للغاية، ومنع زيارات الأهالي وغلق كافيتريا السجن.
وأشارت المنظمات إلى أن المعتقلين بمركز الإصلاح والتأهيل يعانون من تعرضهم للإضاءة القوية على مدار الـ24 ساعة، فضلًا عن انتهاك خصوصيتهم عبر كاميرات المراقبة (صوت وصورة) داخل الزنازين.
وافتُتح مجمعا سجون بدر ووادي النطرون بعد مدة وجيزة من إطلاق السلطات الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر/أيلول 2021، وبدأت السلطات منتصف العام السابق نقل السجناء من مجمع سجون طرة إلى المرافق الجديدة.