“الدولار خرب البلد”.. لبنانيون يشتكون للجزيرة مباشر تردي أوضاعهم قبل حلول شهر رمضان (فيديو)
تحتفظ ذاكرة اللبنانيين على مدى تاريخهم بأيام شهر رمضان المبارك، حين كانت العائلات تجتمع معًا على موائد الإفطار العامرة، يتسامرون في الأسواق حيناً ويضرعون بالدعاء خلف الأئمة في المساجد حيناً حتى نهاية الشهر الكريم.
الأجداد يتذكرون آباءهم وأجدادهم وتبرق عيونهم بحكايات زمان، ويسمون جيرانهم فردا فردا وكأنهم على شريط مسجل حافظ لذكرى تلك الأيام.
لكن كاميرا الجزيرة مباشر رصدت رمضان هذا العام قادماً على عموم اللبنانيين وهم في أسوأ حال، بين فقر يحاصرهم وغلاء يضاعف معاناتهم، وأزمات اقتصادية ومالية واجتماعية تراكمت منذ 4 سنوات وسط عجز السلطات اللبنانية عن إيجاد حلول لها.
“الله يعين الفقير.. الله يعين المعطل بها البلد”.. هكذا تلخص مواطنة لمراسل الجزيرة مباشر، حال استقبال كثير من اللبنانيين شهر رمضان، إذ لم يعد بمقدورهم توفير نفقات الحياة اليومية، فضلاً عن مستلزمات الشهر الكريم من مأكل وملبس وغيرها.
“صرنا نعيش اليوم بيومه” يقول آخر شارحاً تردي الوضع المعيشي للمواطنين عن الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار بنسب غير مسبوقة حال دون قدرة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
واشتكى آخرون من جشع التجار الذين شرعوا في استغلال الأوضاع القائمة وقاموا برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه حتى قبل دخول الشهر الكريم، مما أدى لتقليص القدرة الشرائية لدى كثير من ذوي الدخل المحدود ممن لا يستطيعون مواكبة الارتفاعات الجنونية في الأسعار.
وبينما قال بعض المواطنين إنهم لم يعودوا قادرين على شراء اللحم بعد بلوغ سعره لنحو 700 ألف ليرة، أكد آخرون أن انهيار العملة الوطنية أمام الدولار أدى لخراب الوضع الاقتصادي في ظل عجز الساسة عن إيجاد حلول للأزمة.
وفيما كان البلد يعتمد بشكل محوري وأساسي على الدولار كرأس مال استثماري ولحفظ المدخرات، وفئة من الودائع المصرفية، إلا أنه منذ انفجار الأزمة خريف 2019، أصبح يحل تباعا مكان الليرة بالمداولات اليومية النقدية (الكاش) وفي إجراء المعاملات التجارية.
وبعد أن تجاوز الدولار عتبة 90 ألف ليرة، أعلن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أنه سيتدخل بائعا للدولار النقدي على سعر 70 ألف ليرة ابتداء من 2 مارس/آذار 2023، ورفعت وزارة المالية سعر الدولار الجمركي من 15 ألفا إلى 45 ألف ليرة، أي بمعدل 3 أضعاف، مما يفاقم الضغوط على أسعار البضائع لبلد يستورد أكثر من 90% من احتياجاته.