فاتح أربكان ومحرم إنجه.. ما حظوظ كل منهما في انتخابات الرئاسة التركية؟

محرم إنجه أثناء إدلائه بصوته في انتخابات تركية سابقة

ما إن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الرابع عشر من مايو/أيار المقبل موعدا رسميا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حتى بدأت خريطة التحالفات الانتخابية تتشكل، ملقية بظلالها على المشهد السياسي برمته في البلاد.

وتوصف هذه الانتخابات داخليا وخارجيا بأنها الأكثر أهمية في تاريخ تركيا منذ تأسيس الجمهورية قبل 100 عام، فبعيدا عن حظوظ الأحزاب والمرشحين للرئاسة، يبقى إجماع في تركيا على أن الانتخابات هذه المرة تُعَد بمثابة مفترق طرق للبلاد.

ويسعى كل من الحزبين الرئيسين في البلاد (العدالة والتنمية والشعب الجمهوري) ومرشحاهما أردوغان وكليتشدار أوغلو إلى تقديم صورة من الالتفاف الشعبي والحزبي خلفهما، وأنهما يمثلان شرائح واسعة من المواطنين والناخبين.

وبدأ حزب العدالة والتنمية الحاكم، الأسبوع الماضي، مفاوضات مع عدد من الأحزاب الصغيرة تضمنت عروضا لهم بالانضمام إلى تحالف الجمهور وخوض الانتخابات القادمة معا، وأبرزها حزب “الرفاه من جديد” بزعامة فاتح أربكان، نجل نجم الدين أربكان مؤسس تيار الإسلام السياسي في البلاد.

ووفقا لصحيفة (يني شفق) التركية، فإن الحزب الذي يتزعمه فاتح أربكان، كان قد تقدّم بـ30 “شرطا” إلى تحالف الشعب الحاكم من أجل الاصطفاف معه في الانتخابات المقبلة، وكان من أبرز تلك الشروط تمسّك الحزب بخوض الانتخابات بمرشحيه وشعاره الخاص، وإلغاء أو تعديل بعض القوانين المتعلقة بالأسرة والمجتمع، بما يفضي إلى منع العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وتمرير الانسحاب من اتفاقية إسطنبول لحقوق المرأة عبر مجلس النواب، فضلا عن إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.

وكان فاتح أربكان قد أعلن، قبل أيام، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية، لكنه أشار إلى مطالب داخل حزبه من أجل الانضمام إلى “تحالف الشعب”، مستبعدا في الوقت ذاته إمكانية الانضمام إلى طاولة المعارضة.

ومن الأحزاب التي أكدت انضمامها إلى “تحالف الشعب” حزب الدعوة الحرة أو ما يُعرف بالتركية بـ”هدى بار”، وهو حزب كردي ذو ميول إسلامية وقومية، ويُنظر إليه في الشارع التركي بوصفه نقيض حزب العمال الكردستاني المصنَّف على قوائم الإرهاب.

وتضم قائمة الأحزاب المرشحة للانضمام إلى التحالف الحاكم: حزب “الوطن الأم”، وحزب “اليسار الديمقراطي”، وحزب “الطريق القويم”.

أما تحالف الطاولة السداسية (المُعارض) فيسعى بدوره لاستقطاب أصوات حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، فالأصوات الكردية -بحسب محللين- ستكون حاسمة في ترجيح الكفة الانتخابية لأي من التحالفين، سواء في الجولة الأولى أو في الثانية. وقد أبدى الحزب الكردي استعداده للالتقاء مع المعارضة بهدف هزيمة أردوغان، لكنه اشترط ذلك بانفتاح التحالف السداسي على الحوار معه.

من ناحية أخرى، أعلن حزب “البلد” أن رئيسه محرم إنجه سيكون مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، رافعا عدد المرشحين المتوقعين في صفوف المعارضة، ولذا وُجّهت دعوات إليه لإعلان انسحابه لصالح مرشح الطاولة السداسية كمال كليتشدار أوغلو.

وكان إنجه مرشح حزبه للانتخابات الرئاسية السابقة عام 2018 ولكنه خسرها مقابل الرئيس أردوغان، بعد أن حصل على نسبة تجاوزت 30% من الأصوات وبما تخطى 15 مليون صوت.

وبعيدا عن التكهنات، تبقى نتائج الانتخابات وحدها الكفيلة بالإجابة عن جدلية الرابح والخاسر بين التحالفات، فما سيقرره الناخبون الأتراك لن يتعلق فقط بمن سيحكم البلاد، لكن بكيفية الحكم أيضا، والمسار الاقتصادي الذي ستسلكه تركيا، ودورها في تخفيف حدة الصراعات العالمية والإقليمية، مثل الحرب في أوكرانيا، والاضطرابات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + مواقع وصحف تركية