“بعتنا أطفالنا للجيران”.. الجزيرة مباشر تنقل واقعا مأساويا في مخيمات إدلب جراء السيول (فيديو)

تجولت كاميرا الجزيرة مباشر داخل أحد مخيمات النازحين في ريف إدلب شمالي سوريا، بعدما أغرقتها مياه الأمطار والسيول التي ضربت المنطقة، الجمعة، وخلفت أضرارًا بالغة بالمخيمات بما فيها تلك المخصصة لإيواء منكوبي الزلزال.

ورصد مراسل الجزيرة مباشر معاناة النازحين وما يكابدونه من نقص في الحاجات الأساسية ومستلزمات التدفئة، بعدما غزت السيول خيامهم الواهنة وأغرقت متعلقاتهم، مما دفع فرق الإنقاذ والفصائل إلى نقل بعضهم لمناطق أخرى.

وقال أحد سكان المخيم “الماء اللي أغرق المخيمات ماء ملوث مختلط بمياه الصرف، والوضع صار مأساوي للغاية، فاضطررنا لنقل أطفالنا ليقيموا عند الجيران لحد ما الخيام تجف”.

ونشر ناشطون وصفحات تواصل محلية تسجيلات مصورة، أظهرت السيول الغزيرة التي تعرضت لها مدن وبلدات ريف حلب، في حين ذكر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن “مئات العوائل أصبحت بلا مأوى، وتتجدد المعاناة مع كل هطول مطري، وتزداد فجوة الاحتياجات الإنسانية اللامتناهية في ظل واقع كارثي يعيشونه منذ أكثر من 12 عامًا فاقمه الزلزال المدمر”.

20 دقيقة أغرقت السهل بأكمله

بدوره قال أحد سكان مخيم عدوان بريف إدلب في جولة أخرى للجزيرة مباشر “نحن لا نريد من أحد أن يشعر بالقلق، أو بمزيد من القلق، نحن نريد أفعالًا على الأرض، ونطالب الحكومات العربية والإسلامية بإغاثة أهل الخيام وإيجاد حل لمشاكلنا التي لا تنتهي”.

وأضاف “المطر استمر لمدة 4 ساعات متتالية، وخلال 20 دقيقة كانت الفيضانات قد أغرقت سهل الروج بالكامل كما ترون”.

وضربت عاصفة مطرية غزيرة مناطق الشمال السوري مساء أمس السبت وفجر اليوم الأحد، مما أدى إلى سيول جارفة خلفت أضرارًا في 40 مخيمًا للمهجّرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال، تضررت فيها بشكل مباشر أكثر من 650 خيمة، حسب بيان للخوذ البيضاء.

وتضررت بشكل مباشر أيضًا 254 خيمة للناجين من الزلزال في 18 مخيمًا للإيواء، معظمها تم إنشاؤها حديثًا وبشكل عاجل في ظروف طارئة دون توافر بنية تحتية مناسبة تقي قاطنيها من عواصف الشتاء والتقلبات الجوية التي تضرب المنطقة.

كما انهارت محال تجارية، إضافة إلى انقطاع عدد من الطرق في المدن والبلدات. ومن المتوقع أن تستمر حالة عدم الاستقرار الجوي خلال الأيام القادمة حسب توقعات الأرصاد الجوية، وتُضاعف هذه العاصفة مأساة المدنيين وتزيد من فجوة الاحتياجات الإنسانية.

وتركزت الأضرار في مخيمات ريف إدلب الغربي، كما تضررت مخيمات في ريفي حلب الغربي والشمالي الشرقي. وأشارت الخوذ البيضاء إلى أن فرقها بدأت بالاستجابة لنداءات الاستغاثة، ومساعدة المتضررين وفتح قنوات لتصريف مياه الأمطار.

ومع دخول عام 2023، تبقى كارثة النزوح الداخلي في سوريا هي الكبرى في العالم. فبحسب تقرير أممي، تفاقمت المعاناة في الشمال السوري مع ما يقرب من مليوني شخص يسكنون أكثر من 1400 مخيم في شمال غربي البلاد، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تسبُّب زلزال السادس من فبراير/شباط في حركة نزوح داخلية جديدة، شملت ما لا يقل عن 86 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل