صحفيون للجزيرة مباشر: فوز خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين في مصر هو “ثورة تصحيح” (فيديو)

قال الكاتب الصحفي عادل صبري، إن فوز خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين في مصر هو “بمثابة ثورة تصحيح للمسار الذي حاولت بعض الأجهزة فرضه على النقابة منذ عدة سنوات بهدف تكميم الأفواه لكنها فشلت فيه إلى حد كبير”.

وأضاف صبري، لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر “هذه الانتفاضة التي جاءت من داخل المؤسسات القومية جاءت كتصويت عقابي للصحفيين الذين حاولوا الاستمرار في مناصبهم عبر الرشاوى الانتخابية ومساعدة بعض رجال الأعمال والأجهزة التابعة للدولة رغم فشلهم في تحقيق أي إنجاز يذكر خلال السنوات الماضية”.

وكانت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، أعلنت أول أمس الجمعة، فوز الصحفي المعارض خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين، متفوقًا على أبرز منافسيه -وهو خالد ميري- بـ239 صوتًا.

وبحسب اللجنة فقد بلغ إجمالي الأصوات التي حصل عليها رئيس تحرير موقع (درب) المحجوب، خالد البلشي 2450 صوتًا، مقابل 2211 صوتًا لخالد ميري رئيس تحرير صحيفة الأخبار القومية.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين إن الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الصحفيون في مصر ربما تكون هي التي أدت لسقوط وكيل نقابة الصحفيين السابق خالد ميري وفوز منافسه خالد البلشي بها في الانتخابات التي أجريت أول أمس الجمعة بالعاصمة المصرية القاهرة.

وأضاف حسين، الذي يشغل أيضًا منصب عضو لجنة الإعلام بمجلس الشيوخ المصري، في تصريحات لـ(المسائية) “في الماضي كانت الغلبة للصحف القومية باعتبارها الخزّان الأكبر من حيث أعداد الصحفيين القادرين على التصويت في انتخابات النقابة، أما الآن فقد مالت الكفة لصالح الصحف غير القومية وهذا العامل أظن أن له دورًا مهمًا”.

وتعهد البلشي خلال حملته الانتخابية بتحسين أوضاع الصحفيين والعمل على الإفراج عن صحفيين محبوسين بتهم من بينها نشر أخبار كاذبة.

واشتهر البلشي في الوسط الصحفي بأنه من تيار ثورة يناير 2011، كما اشتهر بدفاعه عن حرية التعبير ودعم قضايا الحريات والدفاع عن حقوق الصحفيين، وبينما كان يُنظر إلى البلشي على أنه مرشح المعارضة، كان يُنظر إلى ميري على أنه مرشح السلطة للمنصب.

بدوره أكد يحيى قلاش نقيب الصحفيين الأسبق أن فوز البلشي بمنصب النقيب هو “نتيجة طبيعية ومتوقعة، خاصة بعد الانحياز المتعمد من قبل وسائل الإعلام المحسوبة على السلطة لوكيل النقابة السابق خالد ميري، والتجاهل شبه المتعمد للبلشي خلال تغطية الانتخابات”.

وتابع قلاش، في مداخلة هاتفية مع المسائية “الإعلام تحول إلى أداة بيد السلطات، وتصور أن الصحفيين مجرد قطيع يتلقى التعليمات من هذه البرامج التافهة ثم يذهبون إلى صناديق الاقتراع لتنفيذ ما تمليه عليهم السلطة”.

وأكد في الوقت ذاته ضرورة قراءة الرسائل التي بعثت بها هذه الانتخابات جيدًا من قبل السلطات في مصر إذا كانت هناك رغبة حقيقية في إجراء حوار وطني حقيقي بين مكونات المجتمع المصري.

ويتولى البلشي حاليًّا رئاسة تحرير موقع “درب” الصحفي، وهو موقع معارض حجبته السلطة بعد نحو شهر من تدشينه، ويعتقد مراقبون أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ النقابة التي يكون لنقيب الصحفيين فيها موقع صحفي محجوب.

وللنقيب الجديد تجارب عدة سابقة في حجب المواقع الصحفية التي يدشنها ويتولى رئاسة تحريرها، حيث حجبت له السلطة 3 مواقع صحفية أخرى فضلًا عن “درب” على مدار الأعوام الماضية، مثل موقع “البديل” وموقع “الكاتب” وموقع “البداية”.

واعتبر ناشطون فوز البلشي بالمنصب انتصارًا لحرية الصحافة، ودوّن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي “الحمد لله، عاشت إرادة الصحفيين خالد البلشي نقيبًا ألف مبروك”، وأرفقها بعبارات “علي صوتك بالغنا، لسه الأغاني ممكنة ولسه الأماني ممكنة”.

 

وقال عضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي، إن البلشي وأنصاره آمنوا بقدرتهم علي الانتصار بخوضهم المعركة الانتخابية بثقة، وأضاف متابعًا “لم يقولوا سيتم تزويرها والأمر محسوم فاستحقوا أن يحصدوا ثمرة كفاحهم، مبروك لكل المؤمنين بأن التغيير السلمي هو الحل”.

 

وعبر الوسم المتداول باسمه، ذكرت الناشطة سارة عثمان جانبًا من التحديات التي تنتظر النقيب الجديد، إذ لخصتها في “حجب المواقع الصحفية، وقضايا سجن الصحفيين، والظروف الصعبة التي يعني منها صغار الصحفيين في مؤسساتهم، فضلًا عن المشكلات المتعلقة بحرية التعبير والنشر”.

 

فيما غرد الكاتب عمار علي حسن “فاز مرشحنا في انتخابات نقابة الصحفيين على مرشح السلطة الذي فعلوا كل شيء من ترهيب وترغيب في سبيل تمريره، أي انتخابات حرة ستكون نتيجتها محسومة”.

 

ونشرت رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل، صورة متداولة عبر حسابها بتويتر تظهر قلماً دعائياً يحمل اسم المرشح “خالد ميري”، بينما قدّم حامله صوته للبلشي، وعلقت عليها “بقلم الميري وبفارق 300 صوت، خالد البلشي نقيبا للصحفيين”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل