“لا تمت يا أبي”.. طفلة تروي مرارة اللحظة لمّا احتضنها والدها تحت الركام حتى نفسه الأخير (فيديو)

روت الطفلة السورية أمينة (8 سنوات) للجزيرة مباشر لحظات مأساوية عاشتها تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة بدايات الشهر الماضي، وذلك حين توفي والدها وهو يحتضنها.

وانهار المنزل الذي كانت تسكن فيه الطفلة رفقة أسرتها بمدينة الأتارب السورية، كما انهارت آلاف المنازل جراء الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا.

وتعرض مئات الأطفال في سوريا وتركيا إلى مشاهد صعبة لا تتحمّلها أعمارهم، فمنهم مَن ظل تحت الركام أيامًا عديدة، ومنهم من توفي أشقاؤه بجانبه، والعديد منهم أصبحوا أيتامًا بعد الزلزال.

تكبير حتى الرمق الأخير

وحكت أمينة إحدى هذه القصص المأساوية، وقالت إنها كانت رفقة والدها تحت الأنقاض، وظلّ والدها يُكبّر إلى أن توقفت نبضات قلبه وتوقف عن التنفس، مضيفة بأسى “قلت له يا أبي لا تمت”، لكنه مات.

وقالت “أبي استفرغ الدماء عليّ من فمه، كنت أحاول أن أبتعد لكنني لم أستطع”.

وأوضحت الطفلة ما عا يشته أثناء اللحظات الأولى من الزلزال، وقالت “والدي كان يكبّر، وجدتي تُكبّر من الشباك، وركض إليّ والدي وشدني”.

وأضافت أنها عندما كانوا عالقين تحت الركام “سمعت الناس يصيحون في الخارج ويصرخون (يا محمد ماهر) -وهو اسم والدها- وأنا كنت أرد عليهم وأقول سمعتكم ساعدونا، لكنهم لم يسمعوني”.

وأشارت إلى أنها هي ووالدها ظلا تحت الأنقاض حتى ظهر يوم الزلزال، إلى أن أخرجها رجال الإنقاذ حيّة، وأخرجوا والدها جثة، كما أخرجوا جدتها بعد ذلك بساعتين، أما والدتها فظلت تحت الركام حتى المغرب.

وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا زلزال بقوة 7.7 درجات وآخر بقوة 7.6 درجات وآلاف من الهزات الارتدادية العنيفة، مما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلّف دمارًا ماديًّا ضخمًا.

المصدر : الجزيرة مباشر