“فتاوى التقشف” تثير موجة غضب وانتقادات في مصر.. ما القصة؟ (فيديو)

أثارت الحملة التي دشتنها دار الإفتاء المصرية للدعوة إلى الرضا والزهد جدلًا بين النشطاء والمدونين، لمجيئها في هذه الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها المواطنون، ولتزامنها مع دعوات إعلامية وُصفت بأنها استفزازية.

وفي إطار الحملة التي قامت بها دار الإفتاء على حساباتها على مواقع التواصل، حثت الدار المصريين على الزهد والرضا والقناعة وترتيب الأوليات الاستهلاكية والنهي عن الإسراف والتبذير.

ومن بين منشورات الحملة، قالت دار الإفتاء “ينبغي للإنسان أن يتعود ويربي أولاده على الرضا والقناعة بما قسم الله تعالى لهم، وعدم التطلع واشتهاء ما لا يملك”.

وتحت شعار أيها التاجر كن سمحًا، قالت “على المسلم ألا ينخدع بعروض السلع والتطلعات الترفيهية، حتى لا يشعر بالحاجة والفقر، بل عليه أن يكتفي بالضروريات”.

وفي الحملة ذاتها، كتبت دار الإفتاء “الأزمات تعلمنا ترك التبذير والإسراف، وتنمي روح الاهتمام بالفقراء، فقد حث الشرع المقتدرين على تخفيف آثار الغلاء عن المحتاجين”.

حملة دار الإفتاء أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل المصرية، واعتبرها مدونون موجّهة إلى الطرف الخاطئ من المعادلة، وأنه كان يجب توجيه الحملة إلى الحكومة للحدّ من المشروعات التي تستنفد موارد الدولة.

وعلق خالد العشماوي على منشور دار الإفتاء، فكتب “دار إفتاء يستقون فتواهم من الشيخ أحمد موسى، ولكن السؤال: ألا ينطبق قولكم (تطلعات ترفيهية) على بعض مشروعات الحكومات”.

واستشهد مهند العشري بنص للشيخ محمد الغزالي ينتقد فيه كل من يدعو إلى تحبيب الفقر إلى الناس، معتبرًا أنها دعوة فاجرة يراد بها التمكين للظلم الاجتماعي، حسب تعبير الغزالي الذي نقله مهند.

ورأى سامح رضوان أن الطعام والعلاج احتياجات أساسية وليسا من ضمن الرفاهيات.

وسخر عمرو محمد من الحملة، واعتبر أن دار الإفتاء تحارب تخفيضات المعارض، وتهكم على قرار سابق للحكومة باستيراد الدواجن البرازيلية المغلفة، متوقعًا أن تصدر الدار فتوى بتحريم غيرها من الدجاج.

 

وقبل أيام، وعقب ضبط جزار باكستاني يبيع لحوم أحصنة للمواطنين في محافظة الدقهلية، قال المذيع المقرب من السلطة (تامر أمين) في تعليق عبر برنامجه “هو إحنا ليه مبناكلش لحم الحصان والحمير؟”، مشيرًا إلى أنها تباع وتؤكل في كثير من أنحاء العالم، على حد قوله.

وأثارت تصريحات أمين حالة من الغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجهوا دعوات له لأكل لحوم الحمير بدلًا منهم، ورأى آخرون أن حديث أمين يكشف عن استخفاف كثير من الإعلاميين بالشعب المصري.

وتشهد مصر إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها؛ إذ فقد الجنيه المصري خلال عام، أكثر من نصف قيمته مقابل الدولار، وتقلّصت احتياطيات البلاد من العملة الأجنبية.

وخفضّت الحكومة سعر الجنيه 3 مرات على مدار العام الماضي، لتفقد العملة المحلية نحو نصف قيمتها أمام الدولار، كما قررت خفضًا رابعًا في بداية يناير الماضي، ليقفز سعر صرف الدولار من مستوى 15.74 جنيهًا في مارس/ آذار من العام الماضي، إلى نحو 30.86 جنيهًا في الوقت الحالي.

ودفع هبوط سعر صرف العملة المحلية إلى ارتفاع أسعار المستهلك، بسبب زيادة تكلفة الواردات المقومة بالنقد الأجنبي وارتفاع تكلفة الإنتاج في الأسواق المحلية.

وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر (وهو جهاز حكومي)، الخميس الماضي، أن التضخم السنوي في عموم الجمهورية صعد إلى 32.9%، في حين صعد التضخم الشهري بمقدار 7.1%، صعودًا من 26.5% في يناير/ كانون الثاني الماضي، مدفوعًا بصعود حادّ في أسعار الغذاء.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل