دراسة حديثة تكشف رابطا مهمّا بين فيتامين “د” والانتحار.. إليك التفاصيل

فيتامين "د" قابل للذوبان في الدهون (غيتي)

كشفت دراسة حديثة أن معالجة انخفاض مستويات فيتامين “د” (D) بالمكملات الغذائية، قد يقلل من خطر محاولة الانتحار لدى بعض الأشخاص.

ووجد الباحثون، في دراسة أُجريت على أكثر من مليون من المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، أن مَن وُصف لهم فيتامين (د) كانوا أقل عرضة بنسبة 50% تقريبًا لمحاولة الانتحار على مدى ثماني سنوات، مقابل الذين لم يتم وصف المكملات الغذائية لهم.

ولاحظ الباحثون استفادة واضحة بين المحاربين القدامى الذين كانت لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د) في البداية، وكذلك قدامى المحاربين السود الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر نقص مخزون هذا النوع من الفيتامين لديهم.

ويصنع الجسم فيتامين (د) بشكل طبيعي عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس، لكن البشرة الداكنة، مع المزيد من الميلانين، تؤدي إلى إنتاج أقل للفيتامين في الجسم.

وقد يكون هذا هو السبب في أن المكملات الغذائية بدت وقائية بشكل خاص بين قدامى المحاربين السود.

ورغم ذلك، فإن فيتامين (د) يؤدي دورًا مهمًّا في أنظمة متعددة، مثل صحة العظام والجلد ووظيفة المناعة والنقل العصبي والوقاية من تراكم الكالسيوم، لذا من المهم النظر إلى التأثيرات التي يمكن أن تحدث، وفقًا للمؤلفة المشاركة في الدراسة والباحثة في مركز التميز لشؤون المحاربين القدامى لمنع الانتحار (جيل لافين).

ووجدت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين لديهم انخفاض بمستويات فيتامين (د) يعانون الاكتئاب الشديد والسلوك المرتبط بالانتحار، كما كشفت أن نقص الفيتامينات شائع في الجيش الأمريكي، خاصة عند المحاربين السود.

أحد المحاربين القدامى يلوّح بالعلم الأمريكي في مدينة نيويورك (أسوشيتد برس)

وبالنظر إلى أن المحاربين القدامى لديهم أيضًا ميل إلى الانتحار بمعدلات مرتفعة، اختبرت لافين وزميلها جيسون جيبونز (خبير اقتصادي صحي) العلاقة بين استخدام مكملات فيتامين (د) ومحاولات الانتحار وإيذاء النفس المتعمد.

وتقول لافين “لقد فوجئنا بقوة التأثير. نحن مهتمون جدًّا بما يمكن أن يعنيه هذا لمختلف الأفراد وكيفية مساعدتهم على إدارة مخاطرهم بشكل أفضل”.

وفي ما يتعلق بفيتامين (د 3)، فقد ارتبطت الجرعات العالية بانخفاض أكبر لمحاولات إيذاء النفس والانتحار.

ويقول جيبونز “كانت التأثيرات كبيرة. كما أظهر العمل السابق، كان الذين يعانون اكتئابًا حادًّا هم الأكثر استفادة”.

وتابع “على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات للعثور على الأسباب التي تجعل فيتامين (د) يقلل من مخاطر الانتحار وإيذاء النفس ، فيجب على الناس التفكير في مطالبة طبيبهم باختبار مستويات فيتامين (د) إذا كانت لديهم مخاوف من هذا النوع”.

طوّر فريق من الباحثين طريقة مبتكرة لكشف نيات الانتحار لدى مرضى الاكتئاب الشديد من خلال المؤشرات الحيوية (غيتي)

وبدورها، تقترح لافين التحدث إلى الطبيب عن أفضل جرعة يمكن تناولها، خاصة أن فيتامين (د) قابل للذوبان في الدهون، وهو ما يعني أن الجسم يحتفظ به، ولا يتم التخلص منه مثل الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء.

وتوصي المعاهد الوطنية البريطانية للصحة بجرعات محددة من فيتامين (د) تختلف باختلاف العمر، فمثلًا من الولادة حتى 12 شهرًا فإن الكمية الموصى بها هي 10 ميكروغرامات، أي ما يُعادل 400 وحدة دولية.

أما الأطفال من عمر عام واحد حتى البالغين الذين تقل أعمارهم عن 70 عامًا، فإن الكمية الموصى بها هي 15 ميكروغرامًا، أي نحو 600 وحدة دولية، وبالنسبة لمن تتجاوز أعمارهم 71 سنة، فإن الكمية تكون 20 ميكروغرامًا، أي 800 وحدة دولية.

وبين أواخر مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان وحتى نهاية سبتمبر/أيلول، يمكن لمعظم الناس أن يحصلوا على كل ما يحتاجون إليه من فيتامين (د) عبر تعريض بشرتهم لأشعة الشمس، بالإضافة إلى تناول نظام غذائي متوازن.

ويوجد فيتامين (د) بكثرة في عدد من الأطعمة، منها: الأسماك الزيتية (السلمون والسردين والرنجة والماكريل)، واللحوم الحمراء، والكبد، وصفار البيض.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية