البنتاغون: منطاد تجسس صيني ثان يحلق فوق أمريكا اللاتينية

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجمعة، أن منطاد تجسّس صينيًّا آخر يُحلّق فوق أمريكا اللاتينية، وذلك بعد رصد منطاد في أجواء الولايات المتحدة في اليوم السابق.
وقال المتحدّث باسم البنتاغون باتريك رايدر، في بيان: “نحن على علم بتقارير عن منطاد يحلّق فوق أمريكا اللاتينيّة، ونعتبر أن الأمر يتعلّق بمنطاد تجسّس صيني آخَر”، من دون أن يحدّد موقعه بدقّة.
LIVE: @PentagonPresSec @USAirForce Brig. Gen. Patrick Ryder holds a news briefing at the Pentagon. https://t.co/slth3hkiQw
— Department of Defense 🇺🇸 (@DeptofDefense) February 3, 2023
وأرجأ وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس، زيارة للعاصمة الصينية بيجين بعدما رصدت الولايات المتحدة في أجوائها منطادًا صينيًّا تشتبه في أنّ أغراضه تجسّسية، وهو اتّهام نفته الصين مبديةً “أسفها” لهذه الحادثة “غير المقصودة”.
وأتى قرار الإرجاء بُعيد إعراب بيجين عن “أسفها” لانتهاك منطادها المجال الجوّي الأمريكي.
واعتبرت الصين أنّ وسائل الإعلام والسياسيّين في الولايات المتحدة يستغلّون المزاعم الأمريكيّة حول إطلاق منطاد تجسّس صيني فوق الأراضي الأمريكيّة. وقالت وزارة الخارجيّة الصينيّة في بيان، إنّ “بعض السياسيّين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة استخدموا الحادثة ذريعةً لمهاجمة الصين وتشويه صورتها”.
وكانت الصين قد أصدرت في وقت سابق بيانًا ألقت فيه اللوم على الرياح في دفع ما وصفته بأنّه منطاد مدنيّ إلى المجال الجوّي الأمريكي، في حين نددت إدارة بايدن بما وصفته بأنه “منطاد مراقبة” حلّق في وسط الولايات المتحدة.
وعلى وقع ضغوط يمارسها الحزب الجمهوري، أرجأ بلينكن زيارته للصين، علمًا بأنه كان مقرّرًا أن تبدأ الأحد.

وفي اتّصال مع نظيره الصيني وانغ يي، قال بلينكن إنّه “أخذ علمًا بمشاعر الأسف التي أعربت عنها الصين، لكنّه أشار إلى أنّ هذا عمل غير مسؤول، وانتهاك واضح لسيادة الولايات المتحدة والقانون الدولي، يقوّض الغرض من الرحلة”، وفق الخارجيّة الأمريكيّة.
وشدّد على أنّ الولايات المتحدة تأمل “إبقاء قنوات الاتّصال مفتوحة” مع بيجين، مشيرًا إلى أنّه قد يتمكّن من زيارة الصين مجدّدًا “حين تسنح الظروف”.
وقال مسؤول أمريكي رفيع إنّ حادثة المنطاد “كانت لتحُدّ بشكل خطير من برنامج المحادثات، لو بقيت الزيارة في موعدها”.
جولة بلينكن كانت ستشكّل الزيارة الأولى من وزير خارجيّة أمريكي للصين منذ 2018. وكان هدفها تخفيف التوتّر بين الولايات المتحدة والعملاق الآسيوي الذي تعتبره واشنطن منافسها الرئيسي في العالم.
وكان بلينكن قد أشار الشهر الماضي، إلى أنّ الزيارة ترمي إلى منع تحوّل التوتّر في العلاقات إلى نزاع مفتوح.
واغتنمت المعارضة في الحزب الجمهوري هذه الواقعة للتنديد بسياسة اليد الممدودة التي تنتهجها إدارة بايدن اتجاه بيجين، حسب قولها.
وقال السناتور الأمريكي توم كوتون الذي كان قد حضّ بلينكن على إلغاء الزيارة، إن “الرئيس بايدن يجب أن يتوقّف عن التساهل مع الشيوعيين الصينيين ومهادنتهم. أسقِطوا المنطاد فورًا واستغلوا تقنياته”، مشيرًا إلى أن الصينيين يكذبون بشأن المنطاد.
Chinese officials say this was an accident—just a balloon that blew off course.
They're lying.
— Tom Cotton (@TomCottonAR) February 3, 2023
وفي منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي “تروث” كتب الرئيس السابق دونالد ترمب “أسقِطوا هذا المنطاد!”.
وكان البنتاغون قد أعلن، أول أمس الخميس، أنّه يتعقّب تحرّكات منطاد تجسّس صيني يحلّق على ارتفاع شاهق فوق الولايات المتحدة، ويشمل ذلك مناطق تضمّ مواقع عسكرية حسّاسة.
وبناء على طلب بايدن، بحث البنتاغون إمكانية إسقاط المنطاد، لكنّه قرّر في نهاية المطاف عدم فعل ذلك بسبب المخاطر التي يشكّلها تساقط الحطام على الناس، بحسب مسؤول دفاعي كبير.
وأضاف المسؤول “نتخذ خطوات لحماية أنفسنا في مواجهة عملية جمع معلومات حساسة”، مشددا على “القيمة المحدودة للمنطاد من ناحية جمع معلومات استخبارية”.
وتأتي هذه الواقعة في وقت تحاول فيه القوّتان العظميان منع تحوّل التوتّر بينهما إلى صراع مفتوح.