بلومبرغ: الكشري أصبح حلماً بعيد المنال على كثير من المصريين

يبدو أن الكشري، الوجبة الشعبية الأولى لدى المصريين، لم يعد في متناولهم في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وبعد أن كان يعرف بوجبة الفقراء” أصبح بالنسبة للكثير منهم حلماً بعيد المنال.

ووفقاً لوكالة بلومبرغ الأمريكية، فقد قفزت أسعار مكونات طبق الكشري، بمعدل 58.9% في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بما يقرب من ثلاثة أضعاف معدل التضخم الحضري البالغ 21.3%.

وأشارت الوكالة إلى أن التكلفة الباهظة للطبق المميّز تلخص الآثار العرضية الأكثر للحرب الروسية على أوكرانيا، حيث يعتبر الاقتصاد المصري مشترياً رئيسياً للقمح والسلع الأخرى، وقد تضرر من جراء ارتفاع تكلفة الواردات خلال العام الماضي.

وارتفعت تكلفة تقديم طبق كشري واحد بنسبة كبيرة، وذلك من خلال تطبيق المقاييس في وصفة نموذجية على متوسط أسعار المواد الغذائية الرئيسية التي يجري نشرها بشكل شبه منتظم من قبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، مع حذف بعض التوابل والمكونات الثانوية غير المدرجة في التقارير، بحسب الوكالة.

وعلى الرغم من أن المعكرونة وزيت الطهي من بين السلع التي تدعمها الحكومة المصرية لمحدودي الدخل، فإن مكونات الكشري الأخرى مثل العدس والبصل، ارتفعت بنسب 66.5% و 27.5% على التوالي في العام الماضي.

وقال يوسف زكي، صاحب مطعم أبو طارق، أحد أشهر مطاعم الكشري وسط القاهرة، إن “أرباحي انخفضت بعد أن ارتفعت أسعار المكونات بمثل هذا المقدار الجنوني”.

وعلى الرغم من ذلك، فإن طبقاً متوسط الحجم في “أبو طارق”، ظل في الغالب دون تغيير عند 30 جنيهاً مصرياً (حوالي دولار واحد)، في حين يعتبر الشراء في الأكياس البلاستيكية الصغيرة خياراً أرخص شيوعاً بين طلاب المدارس.

وقال زكي، الذي بدأ حياته المهنية ببيع الكشري على عربة في الشارع ورثها عن والده، إن “الكشري طعام الفقراء، كيف يمكنني رفع الأسعار؟ لا يستطيع الناس تحمل ذلك”.

من جانبه، تبرأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من مسؤوليته عن الظروف الصعبة التي يعانيها المواطنون في بلاده، بسبب موجة الغلاء وارتفاع الأسعار، قائلاً: “الناس تحملت معنا الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، والأسعار المرتفعة منذ أكثر من عام. وهذا واقع يجب الاعتراف به، لكن مش احنا السبب فيه”.

وأضاف السيسي، خلال تفقده بعض المعدات المشاركة في تنمية سيناء، أمس الأحد، أنه “توجد أعباء كبيرة في كل أسرة نتيجة ارتفاع تكلفة المعيشة، ولكن الشعب المصري لا يزال يمتلك الوعي لتحمّل هذه الظروف. ويعلم جيداً أن هناك محاولات لعرقلة مسيرة الدولة، من خلال نشر الشائعات والأكاذيب والافتراءات، التي وصلت إلى حد الترويج لبيع قناة السويس مقابل تريليون دولار”.