خبير تركي: استمرار نشاط صدع الأناضول سيؤدي إلى مزيد من الزلازل والهزات الارتدادية (فيديو)

قال البروفيسور مصطفى ساغديش، الأستاذ في قسم الجغرافيا بجامعة يلدز التقنية، إن الزلزال الذي ضرب مناطق ولاية نيغدة وسط تركيا بقوة 5.3 درجات على مقياس ريختر من دون وقوع أضرار، يُمثل حالة زلزالية مستقلة، ولا علاقة له بزلزال كهرمان مرعش الذي شهدته محافظات الجنوب التركي بداية الشهر الجاري.

وأضاف ساغديش أن التفسير العلمي لهذا الأمر هو أن “تركيا توجد على خط صدع الأناضول الشمالي، وهذا الصدع سيشهد نشاطا زلزاليا خلال السنوات القادمة”.

وتابع ساغديش “من الناحية العملية الخاصة، لا نعرف مواعيد وقوع الزلازل، لكننا نتوقع أن تشهد هذه المنطقة نشاطا زلزاليا مستمرا وقويا، قد يؤدي إلى هدم جميع البنى التحية التي توجد في طريقه”، على حد قوله.

وقال إن المنطقة التي يوجد بها صدع الأناضول الشمالي، لم تشهد هذا النشاط الزلزالي منذ 500 عام، لكنها الآن عادت إلى النشاط، متوقعا أن تشهد المنطقة تحركا زلزاليا متواصلا.

وقال إن الوثائق التاريخية أكدت أن مدينة حلب السورية التي توجد على الصدع ذاته، إلى جانب العديد من المحافظات المجاورة لها، شهدت خلال عام 1138م زلزالا مدمرا أودى بحياة 131 ألف شخص.

وقال إن زلزال يوم السبت دليل على استمرار النشاط الزلزالي في هذه المنطقة، وإن جميع المناطق والمحافظات التي توجد على صدع الأناضول ستشهد ضربات زلزالية وهزات ارتدادية مستقبلا.

وعن إمكانية الاستفادة من التجربة اليابانية في مواجهة الزلزال، قال خبير الزلازل التركي إن الأمر مختلف بين التجربتين، لأن الضربات الزلزالية على مستوى صدع الأناضول الشمالي تكون قريبة من سطح الأرض وتتسع جغرافيا لتصل إلى نحو 7 كيلومترات، عكس الضربات الزلزالية في اليابان التي تكون بعيدة عن سطح الأرض ومحددة في حيز جغرافي ضيق.

وخلص خبير الزلازل التركي إلى أن هذا الواقع الجيولوجي يفرض على الدولة التركية والمهندسين اختيار المواقع الجديدة لبناء المناطق السكنية التي تكون فيها التربة قاسية وصلبة حتى يتم التمكن من امتصاص الضربات الزلزالية، وتقليل الخسائر البشرية والمادية قدر الإمكان.

المصدر : الجزيرة مباشر