الجزيرة مباشر ترصد الدمار في أقدم مساجد تركيا جراء الزلزال (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر آثار الدمار الذي أصاب مسجد حبيب النجار -وهو أقدم المساجد بتركيا- حيث قضى الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة الآلاف في كل من تركيا وسوريا، على 14 قرنًا من التاريخ بمدينة أنطاكيا.

وأظهر مقطع فيديو لكاميرا الجزيرة مباشر، الدمار الكبير لحق بالمسجد والمئذنة جراء الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وأدى إلى تهدم منازل ومستشفيات وأبنية كثيرة.

الزلزال أدى إلى تدمير مبان أثرية ومساجد (رويترز)

بين الأنقاض

وبين كومة أنقاض تغطي قاعة الصلاة في مسجد حبيب النجار، يمكن رؤية حطام مئذنة المسجد التاريخي، لكن الجدران الخارجية صمدت وسط الدمار، وأصبحت الرسوم الداخلية بالألوان الصفراء والحمراء والزرقاء والكتابات على الجدران عرضةً للرياح.

ومسجد حبيب النجار الذي -يُعتبر أول مسجد بُني داخل حدود تركيا الحديثة- شُيّد عام 638م، في مدينة أنطاكيا أو “أنتيوخيا” كما كانت تعرف لدى الإغريق.

وفي المدينة القديمة في أنطاكيا، ليس بالإمكان الوصول إلى عدد كبير من الشوارع بسبب أنقاض المباني المدمّرة.

وعلى مرّ تاريخها الذي يتجاوز ألف سنة توالى على أنطاكيا “أنتيوخيا” سابقًا -التي أسّسها الإسكندر الأكبر عام 300 قبل الميلاد- الإغريق والرومان والبيزنطيون والفرس والعرب والعثمانيون، ثم الفرنسيون مدة وجيزة بين الحرب العالمية الأولى و1939، وبعدها سُلّمت لتركيا.

وشهدت أنطاكيا زلازل كثيرة -تقدّر بمعدّل زلزال كل قرن- دمّرتها وأُعيد إعمار المدينة مرارًا، وأبرز الهزّات التي ضربتها كانت عامَي 147 و37 قبل الميلاد، ولاحقًا في عامَي 115 و458 بعد الميلاد، وفي سنة 526 قضى 250 ألف شخص، وفي 1054 قُتل فيها 10 آلاف شخص.

يروي طالب دكتوراه في جامعة بايرويت الألمانية أعدّ دراسة عن هذه المدينة من قبل، أن “أنتيوخيا” كانت “مهدا للكثير من الأحداث التاريخية”، كما أنها “مهد للهزّات الأرضية”.

وتقع تركيا وسوريا عند نقطة تلاقي ثلاث صفائح تكتونية، مما يفسّر إصابتهما بعدد كبير من الزلازل “عند تقاطع جزء كبير من التاريخ القديم المشترك للبشرية” بحسب ما ذكر مسؤول برنامج في المركز الدولي لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية.

ويقع نحو 6 مواقع تصنّفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ضمن التراث العالمي للبشرية، في المنطقة المتضررة جراء الزلزال الأخير.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية