سر المقبرة “901”.. صحفي يوثّق مأساة 30 من أقربائه لم يسمح لهم الزلزال بالنجاة مرتين (فيديو)
“بلغ عدد الضحايا من أقربائي، حتى هذه اللحظة، 30 ضحية كلهم في المقبرة (901) الرقم الذي سيبقى محفورًا في ذاكرة عائلتنا”.. بهذه الكلمات رثى الصحفي السوري أحمد حاج بكري أفراد عائلته الذين راحوا ضحية الزلزال المدمر في مدينة أنطاكيا بولاية هاطاي التركية.
الجزيرة مباشر التقت الصحفي السوري الذي كان أحد شهود العيان على كارثة الزلزال، وحكى لبرنامج (المسائية) تفاصيل المأساة.
“لم نكن نتوقع حجم الكارثة”
قال بكري “لا أحد يعرف ماذا حدث، سمعنا نبأ حدوث الزلزال، وكنت حينها بإسطنبول، فبدأنا بالتواصل مع أفراد الأسرة والأهل المقيمين بمناطق الجنوب التركي للاطمئنان على أحوالهم. في البداية الأخبار كانت تقول إن عدد الضحايا 100، فقلنا إن هناك خسارة ولكن لم نكن نتوقع حجم الكارثة”.
وأضاف “عندما لم نستطع التواصل مع أحد، جاءت الأنباء عبر وسائل الإعلام بأن الضحايا أكبر بكثير، وتشير إلى أن هناك كارثة حقيقية حدثت”.
#زلزال #انطاكيا pic.twitter.com/acYtz0vnw3
— أحمد حاج بكري (@ahmad_haj_bakri) February 15, 2023
واستطرد “في اليوم التالي، تجهزنا وانطلقنا إلى هاطاي دون أن نستطيع التواصل مع أحد من مدينة أنطاكيا، وفي النهاية تواصلنا مع أحد الأقارب، وأخبرنا أنه بخير وزوجته وأطفاله إلا أنه لم يستطع الوصول لأي أحد من العائلة”.
وتابع متأثرًا “بعد فترة تواصلنا مع أهل ابن عمي، وأخبرنا والده أنه تحت الأنقاض وأحفاده وأولاده الثلاثة”.
أشبه بدمار حلب.. ولكن
وقال “عندما دخلت المدينة رأيت أن ما حدث بها نتيجة الزلزال يشبه الدمار الذي حل بحلب السورية، ولكن ما حدث في حلب حدث خلال سنوات، وما حدث هنا حدث في دقائق”.
وزاد “لم يكن هناك أحد يستطيع وصف ما حدث حتى الآن، ورغم مرور أسبوع لم نستطع معرفة ما حدث”.
عائلتي التي لم يسمح لها الزلزال بالنجاة مرتين pic.twitter.com/jPqT1tceRT
— أحمد حاج بكري (@ahmad_haj_bakri) February 14, 2023
اختفت معالم المدينة
وأضاف “صهري لا يستطيع العودة إلى بيته خشية أن يسقط عليه، كُتب علينا أن نعيش مثل هذه التفاصيل في سوريا، وأعرف أن الناس يمكن أن تموت تحت الأنقاض يوميًّا، ولكن الذي حدث لم أكن أتصوره في حياتي”.
وختم وصفه للكارثة بالقول “خلال عمليات الإنقاذ الأولى، كنت ترى على امتداد البصر بيوتًا تتوقع فيها ضحايا في أنطاكيا التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة. معالم المدينة ممسوحة تمامًا حتى أننا لم نتمكن من التعرف على بيوت أقاربنا، اختفت المعالم”.
وفجر الاثنين 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، مما خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بالبلدين.