الأمم المتحدة: الأسد وافق على فتح معبرين إضافيين لإدخال المساعدات.. والخوذ البيضاء تنتقد

رئيس النظام السوري بشار الأسد ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث - دمشق 13 فبراير (رويترز)

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا لإدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.

وانتقدت مجموعة (الخوذ البيضاء) التي تديرها المعارضة السورية اليوم الثلاثاء، قرار الأمم المتحدة، وقالت إنه منح الأسد “مكاسب سياسية مجانية”.

وقبل الزلزال كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سوريا -المنطقة التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري- تدخل من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.

وقال غوتيريش في بيان بعد لقاء مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث مع الرئيس السوري في دمشق، أمس الاثنين، إن الأسد وافق على فتح معبري باب السلام والراعي.

ونقلت رويترز عن دبلوماسيين في وقت سابق إن غريفيث أبلغ اجتماعًا مغلقًا لمجلس الأمن الدولي بقرار الأسد، وأوضح غوتيريش أن الأسد وافق على فتح معبري باب السلام والراعي بين تركيا وشمال غرب سوريا فترة أولية مدتها 3 أشهر.

وقال غوتيريش إن “فتح هذين المعبرين وتسهيل دخول الدعم الإنساني من خلال تسريع آليات الموافقة على التأشيرات وتسهيل السفر، من شأنه أن يسمح بدخول مزيد من المساعدات بشكل أسرع”.

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة مارتن غريفيث – حلب 13 فبراير (رويترز)

وأتت موافقة الأسد غداة لقائه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في دمشق لبحث الاستجابة للزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا الأسبوع الماضي.

والأوضاع سيئة للغاية في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة فصائل معارضة، ويتعذر دخول أي قوافل مساعدات من الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام إلى هذه المنطقة من دون موافقة دمشق.

واعتبرت الولايات المتحدة أن فتح هذين المعبرين الحدوديين الإضافيين سيكون أمرًا إيجابيًّا لسوريا إذا كان الأسد “جدّيًّا” في الوعود التي قطعها للأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان أمس الاثنين إنه “إذا كان النظام جدّيًّا بهذا الشأن، وإذا كان مستعدًّا لإقران الأقوال بالأفعال، فسيكون ذلك أمرًا جيّدًا للشعب السوري”.

وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وأسفر عن مقتل أكثر من 37 ألف شخص، وتعني موافقة الأسد أن الأمم المتحدة يمكنها الآن استخدام ما مجموعه ثلاثة معابر حدودية مع تركيا للوصول إلى شمال غرب سوريا التي عصفت بها الحرب.

ولدى الأمم المتحدة بالفعل تفويض من مجلس الأمن لاستخدام معبر باب الهوى الحدودي، وهي تستخدم هذا المسار منذ 2014 لإيصال المساعدات إلى ملايين الأشخاص المحتاجين في الشمال الغربي.

ووافق مجلس الأمن على التفويض رغم أن الحكومة السورية تعارض هذا الإجراء. وتصل المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة التي ضربها الزلزال، لكن الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة لم يتلق سوى القليل من المساعدات.

وتعارض الحكومة السورية منذ وقت طويل تسليم المساعدات عبر حدودها، وتصفت ذلك بأنه انتهاك لسيادتها، وتقول إنه ينبغي تسليم المزيد من المساعدات عبر الخطوط الأمامية الخاضعة للدولة التي تعاني حربًا أهلية مستمرة منذ 12 عاما.

وكان غريفيث قد أشار مطلع الأسبوع إلى أنه سيسعى للحصول على تصريح من مجلس الأمن لزيادة الوصول من تركيا إذا لم توافق الحكومة السورية على ذلك.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، إنه إذا لم يتم تنفيذ اتفاق الأسد بشفافية واستدامة من دون عقبات، فيجب على مجلس الأمن النظر في اعتماد قرار يسمح بالوصول، ويحتاج تمرير القرار إلى 9 أصوات لصالحه وألا تستخدم روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.

الخوذ البيضاء “مصدومة”

وفي هذا السياق انتقد مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) الذي تديره المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، قرار الأمم المتحدة الذي منح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة في أن تكون له كلمة بشأن تقسيم مساعداتها عبر المعابر الحدودية مع تركيا، قائلًا إن ذلك منحه “مكاسب سياسية مجانية”.

وقال رائد الصالح رئيس منظمة الخوذ البيضاء لرويترز “هذا أمر صادم ونحن في حيرة من تصرفات الأمم المتحدة”.

وتتماشى تصريحات الصالح مع المشاعر التي أبداها الكثير من السوريين في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، التي دمرها زلزال عنيف الأسبوع الماضي.

المصدر : وكالات