“مرّت الساعات الذهبية”.. الجزيرة مباشر ترصد أحوال منكوبي الزلزال شمالي سوريا (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر أحوال المتضررين من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا من داخل مركز إيواء في مدينة إدلب بالشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة.

تقول إحدى النساء الموجودات بالمخيم وهي من المهجريّن من قبلُ من ريف سراقب “أثناء وقوع الزلزال كنا بالبيت في منطقة وادي النسيم والحيطان تهدمت علينا، وتصدع المنزل ولا يمكننا العودة إليه، ونقيم هنا كما ترى، الله يفرجها علينا”.

لحظات هلع وسط البرد

وعن الساعات التي عاشتها هي وأسرتها أثناء وقوع الزلزال، قالت “ساعات الله يعلم بها رعب، رعب ما يصدق، الله نجانا، الحمد لله، نزلنا والجو ممطر ووقفنا في الشوارع حتى الثانية صباحا والحرارة منخفضة كثيرًا تعبنا كثيرًا. ولكن الحمد لله ما بدنا نسوي؟ أمر الله”.

وعن وجود رعاية وتدفئة بالمخيم، تقول “الحرارة متدنية ونريد تدفئة وتوفير خدمات لهؤلاء الناس الذين قدر الله عليهم ذلك، وربنا يجزي أهل الخير”.

وتقول امرأة أخرى من معرة النعمان جاءت إلى إدلب “تهدمت البيوت، مات أطفال، المصابون بالمشافي، الأطفال والناس هنا بدها تصبر، الخيمة تضم العشرات من النساء والأطفال”.

قضينا الليل في العراء

وعن ساعات وقوع الزلزال تقول “تشردنا بالشوارع والحدائق قضينا ليلتنا بالعراء تحت الأمطار دون غطاء والبيت تهدم تمامًا، الحمد لله خرجنا سالمين”.

ووسط درجة حرارة تبلغ 2 تحت الصفر وخيمة إيواء تدخلها مياه المطر وفي ظل تدفئة غير كافية، يعيش المنكوبون في مدينة إدلب وتقول إحدى النساء في الخيمة وهي تحمل طفلها “نعاني من نقص الأغطية وعدم كفاية التدفئة”.

أما الطفلة فاتن من حماة، فتقول “الحمد لله، وتقول والدتها ما في ثياب والبيت تهدم علينا خرجنا منه ليس معنا أي شيء”.

مرت الساعات الذهبية

من جانبها قالت ندى الراشد عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن عدد القتلى وصل في الشمال السوري إلى 2160 والإصابات إلى 2950.

وأضافت في مداخلة مع الجزيرة مباشر أن فرص العثور على أحياء صارت ضعيفة، حيث مرت الساعات الذهبية للعثور على أحياء تحت الأنقاض.

وتابعت “نداءات الدفاع المدني لم يستجب لها أحد منذ الساعات الأولى بإرسال معدات الإنقاذ وكذلك بإرسال معدات ثقيلة وفرق متخصصة، ولو حدث لكانت فرصة وجود الأحياء أكبر”.

واستطردت “ناشدنا الدول إرسال المعدات والآليات الثقيلة ولكن للأسف لم تصل الآليات والمساعدات رغم فتح المعابر التركية مع شمال غرب سوريا”.

وتساءلت مستنكرة “لماذا يتم تسييس أوضاع شمال غرب سوريا؟ ولماذا تتحول القضية الإنسانية في الشمال السوري إلى قضية سياسية؟ لماذا لم تستجب الأمم المتحدة للدفاع المدني وتقوم بالتنسيق معه؟”.

وكان رائد الصالح مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قد قال للجزيرة مباشر مساء الجمعة، إن الأمم المتحدة لم تقدم أي مساعدات تذكر للمنكوبين بالزلزال في الشمال السوري، مؤكدًا أن الصليب الأحمر الدولي التابع للأمم المتحدة يقدم معلومات مغلوطة للإعلام العربي والدولي عن سير عمليات الإنقاذ.

وتابع قائلًا “على عكس ما يروج له مسؤولو الأمم المتحدة بأنهم تمكنوا من الوصول إلى 50% من الأماكن المتضررة، نؤكد للجميع أننا لم نصل إليه إلا 12% من المناطق المنكوبة”، مشددًا على أن هذا العمل تم بمجهود ذاتي لعناصر الدفاع المدني السوري مدعومًا بالعديد من المتطوعين المحليين.

وتتضاءل آمال العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض بعد أكثر من 5 أيام من كارثة زلزال تركيا وسوريا الذي أودى بحياة أكثر من 24 ألفا وخلّف عشرات الآلاف من المصابين، وامتدت آثاره إلى ملايين السكان في البلدين.

المصدر : الجزيرة مباشر