“الزلزال كان يصرخ: أنا قادم”.. جيولوجي تركي “توقع” الكارثة منذ 2020 ويحذر من خطر جديد (فيديو)

حذر عالم جيولوجي تركي، من مخاطر جديدة محتملة في ولايات هاطاي وأنطاكيا وأضنة، قد تتسبب في وقوع هزات أخرى قريبًا بهذه المناطق.

وبيّن الدكتور ناجي غورور، عضو هيئة التدريس بجامعة إسطنبول التقنية، في لقاء مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، أن تفريغ الضغط الناتج عن تحرك فالق الأناضول الشرقي، الذي تسبب في وقوع زلزال كهرمان مرعش المدمر الاثنين الماضي، أدى إلى انتقال الضغط إلى المناطق المشار إليها، مشددًا على ضرورة الحذر من هذا الأمر.

وأضاف غورو “عندما نفكر على المدى البعيد، فإن تفريغ الضغط الذي وقع في صدع شرق الأناضول عقب الزلزال وانتقاله إلى حوض أضنة باتجاه الشمال السوري، قد يؤدي إلى وقوع زلازل جديدة هناك، وعلينا أن نشعر بالقلق حيال هذا الأمر”.

وأوضح الخبير التركي أنه كان قد حذر من وقوع زلزال بولاية إلازيغ شرقي تركيا، وعندما حدث الزلزال بالفعل عام 2020، قام بتحذير المسؤولين من وقوع زلزال مدمر في كهرمان مرعش، لكن تحذيراته لم تؤخذ على محمل الجد، مضيفًا “كان الزلزال يصرخ: أنا قادم، لكن أحدًا لم يتجاوب مع التحذيرات، مما تسبب في كل هذا الخراب الذي رأيناه”.

وكان عالم الفضاء في وكالة ناسا الأمريكية عصام حجي، قد أكد في تصريحات لموقع الجزيرة مباشر الثلاثاء الماضي، أنه يمكن التنبؤ “بقوة” الزلازل وفق دراسات علمية تتابع حركة الألواح التي تشكّل القشرة الأرضية ومدى الضغط بين هذه الألواح واتجاهاته وبالتالي تحديد قوته المتوقعة، أما التنبؤ “بتوقيت” وقوع الزلزال فهو أمر صعب جدًّا، مؤكدًا أنه حتى الآن لا توجد نماذج دقيقة تحدد موعد وقوع الزلازل.

وبشأن استعدادات تركيا لمثل هذه الكوارث، قال حجي إنها اتخذت احتياطات لازمة كبيرة بالفعل لمواجهة الزلازل، ولديها مراكز مختصة في هذا الشأن، وإن الخسائر كانت ستكون أكبر بكثير جدًّا بسبب قوة الزلزال لولا هذه الاستعدادات. غير أنه أشار في الوقت ذاته إلى إمكانية تفادي بعض الخسائر بتصميم مبانٍ مقاومة للزلازل بعد عمل دراسة ومسح كافٍ لإنشاء مناطق تكون مواصفات البناء فيها مواكبة لحجم المخاطر.

وعمّا إذا كان هناك زلزال آخر كبير متوقع، قال حجي إن الضغط الكبير بين الطبقات قد انفك بالفعل وبالتالي فتوابعه تكون أقل حدة، ولذلك فإن احتمال حدوث زلزال ثانٍ قوي “احتمال ضعيف”. وتوقّع حجي ارتفاع عدد ضحايا الزلزال نتيجة انهيار البنى التحتية وصعوبة عمليات المساعدة والإنقاذ.

المصدر : الجزيرة مباشر