حكايات البسطاء.. شاب يمني يُطعم المرضى من عربته المتواضعة ويكفل لهم الدواء (فيديو)

في شارع بمحافظة تعز الفقيرة، وأمام مستشفى حكومي، علّق شاب يمني ورقة على عربة أكل شديدة التواضع، كتب عليها “المريض الذي لا يجد ثمن الإفطار.. إفطاره بالمجان”.

بدأ الشاب اليمني (قاسم) مشروعه الخاص، منذ شهرين، ببيع الوجبات الخفيفة من سندوتشات البطاطا والجبن والشاي في عربة متنقلة.

يعيل قاسم أسرته ووالده طريح الفراش منذ 5 سنوات بعد إصابته بضمور المخ، الذي يحتاج إلى أدوية باهظة الثمن بسبب الغلاء وتردي الخدمات الصحية في البلاد نتيجة الحرب.

يقول قاسم لكاميرا الجزيرة مباشر إن الوضع صعب والغلاء فاحش، وهو ما منعه من تأجير محل تجاري لتأسيس مشروعه، ويضيف “بدأنا من الصفر”.

يحمد الشاب الله، ويقول إن الرزق يختلف من يوم إلى آخر، إذ تكون بعض الأيام الحركة فيها جيدة والدخل أيضًا، بينما تكون أخرى راكدة، وبالكاد يُمكّنه دخلها من دفع إيجار منزل أسرته.

ويحكي قاسم قصة الورقة المعلقة على عربته، ويقول إنه لمح ذات صباح شيخًا في سن والده خرج لتوه من المستشفى، واتخذ من الرصيف المقابل مقعدًا.

لاحظ قاسم أن الشيخ ينظر إليه بدأب، فتوجّه إليه يسأله عن حاجته، تحرّج الشيخ فأبعده قاسم عن أعين المحيطين لرفع الحرج عنه، فإذا به يقول “أنا جائع”.

يروي قاسم مدى تأثره بالموقف، إذ علم بعد ذلك أن الشيخ من أقرباء أحد المرضى في المستشفى، وأنه صرف كل ما يملكه على العلاج ولا يملك ثمن الماء.

منح قاسم طعامًا للأسرة وابتاع لهم ماء، مما جعل الشيخ يعانقه وعيناه دامعتان.

عاهد الشاب اليمني نفسه منذ ذلك اليوم على إطعام كل محتاج متعفّف، ورفع الحرج عنه بتعليق الورقة على العربة.

لا يكتفي قاسم بذلك، بل إنه يكفل المرضى المحتاجين لدى الصيدليات المجاورة للمستشفى، بمنحهم الدواء مقابل توفير المال في وقت لاحق.

يتمنى قاسم بما يفعله أن يديم الله عليه الصحة والعافية، وأن يشفي والده المريض.

المصدر : الجزيرة مباشر