حداد واحتجاج.. اليابان تودع شينزو آبي في جنازة رسمية بالورود وإطلاق القذائف (فيديو)

بالورود والصلوات وإطلاق 19 طلقة لتحيته، كرمت اليابان اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في أول جنازة رسمية لرئيس وزراء سابق منذ 55 عامًا في مراسم مثيرة للانقسام كما كان في حياته.

وشاركت شخصيات يابانية وأجنبية في تكريم ذكرى آبي الذي قُتل بالرصاص، في جنازة وطنية أثارت انقسامًا في البلد بين الذين تهافتوا لوداعه وآخرين تظاهروا احتجاجًا على المراسم.

وبدأت المراسم حين حملت أرملته “الرماد” إلى قاعة في منطقة بوسط طوكيو لتنطلق أنغام الموسيقى من فرقة عسكرية وتدوي طلقات تحية حرس الشرف.

وداخل القاعة، وُضعت صورة كبيرة لآبي ملفوفة بشريط أسود معلقة فوق باقة من الأزهار الخضراء والبيضاء والصفراء، وعلى مقربة جدار من الصور يظهر فيها آبي مع قادة مجموعة السبع ويصافح الأطفال ويزور مناطق منكوبة.

لكن في جانب آخر، كان محتجون في منطقة بوسط طوكيو يلوّحون بلافتات، ورددوا “لا جنازة رسمية”.

احتجاجات على الجنازة الرسمية لشينزو آبي (رويترز)

جدل “الجنازة الرسمية”

وأدى مقتل آبي في تجمّع انتخابي في 8 يوليو/تموز إلى ظهور سيل من المعلومات حول علاقات بين مشرعين في الحزب الديمقراطي الحر الحاكم الذي كان يرأسه وكنيسة التوحيد.

وكنيسة التوحيد منظمة يصفها معارضوها بأنها طائفة، الأمر الذي تسبب في انتقادات لرئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا. ومع تراجع دعمه إلى أدنى مستوى، اعتذر كيشيدا وتعهد بقطع العلاقات الحزبية مع الكنيسة.

لكن معارضة تكريم آبي بجنازة رسمية، وهي أول حدث من نوعه منذ عام 1967، استمرت نظرًا لتحمّل الدولة تكلفة بلغت 11.5 مليون دولار لتنظيم الجنازة في وقت يعاني فيه مواطنون عاديون بسبب أزمات الاقتصاد.

وداخل القاعة، وقف المعزون لحظة صمت تكريمًا لآبي قبل أن تعتلي شخصيات بارزة في الحزب الحاكم المنصة لإلقاء كلمات وداع.

تكلفة جنازة شينزو آبي الرسمية تسببت في موجة احتجاج (رويترز)

وأثار قرار رئيس الوزراء السريع والأحادي بتنظيم جنازة وطنية احتجاجات المعارضة التي تعتبر أنه كان ينبغي بحث المسألة في البرلمان والتصديق عليها. وقاطعت أحزاب معارضة عدة المراسم.

وجرت في الأسابيع الأخيرة مظاهرات  احتجاجًا على المراسم الرسمية للجنازة، جمعت أحيانًا آلاف الأشخاص، وأقيم تجمّع جديد الثلاثاء أمام البرلمان.

وحاول رجل إحراق نفسه قرب مكاتب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي احتجاجًا على الجنازة الوطنية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية، في حين كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة أن نحو 60% من اليابانيين يعارضون هذه المراسم.

نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس شاركت في جنازة شينزو آبي (رويترز)

وحضر مراسم الجنازة نحو 4300 شخص، إلى جانب 48 شخصية حكومية حالية أو سابقة على الأقل، من بينها نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وتولى آبي رئاسة الحكومة لفترة قياسية تخطت 8 سنوات ونصف على فترتين في 2006-2007 وبين 2012 و2020، وكان السياسي الياباني الأكثر شهرة في بلاده والخارج بفعل نشاطه الدبلوماسي وسياسة الإنعاش الاقتصادي التي اتبعها.

المصدر : وكالات