أسوشيتد برس: مقامرة رئيس الوزراء الإسرائيلي في غزة تهدد طموح نتنياهو

وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد
رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد (غيتي)

سلّط تقرير لوكالة أسوشيتد برس الضوء على “مقامرة” رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد بالعدوان على قطاع غزة لتحقيق أهدافه السياسية، قبل أقل من 3 أشهر من خوضه الانتخابات العامة التي يسعى من خلالها إلى الحفاظ على منصبه.

ولفت التقرير إلى أن لابيد “اكتسب أرضية سياسية قبل الانتخابات” مع دخول وقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حيز التنفيذ، في وقتٍ متأخر من مساء الأحد.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار عدوانا استمر 3 أيام ارتقى فيه 44 شهيدا بينهم 15 طفلا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

ورجح التقرير أن يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو -المنافس الأقوى للابيد- خلال الانتخابات القادمة إلى “هدم ما يُنظر إليه في إسرائيل على أنه إنجاز عسكري”.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أنه على عكس العدوان الأخير لقوات الاحتلال على غزة الذي استمر نحو 3 أيام، جر نتنياهو إسرائيل إلى 3 حروب أكثر تكلفة بكثير في غزة، ومع ذلك فإنه لم يستطع ردع المقاومة الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ طوال فترة وجوده في السلطة.

ونقل تقرير الوكالة عن أنشل بفيفر -وهو كاتب عمود في صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية- قوله “سيتمكن لابيد من الادعاء بأن السياسة التي قادها مع بينيت (رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت) كانت أكثر فاعلية من سياسة الرجل الذي يحاول الإطاحة به من مكتب رئاسة الوزراء”، في إشارة إلى نتنياهو.

وأضاف بفيفر أن لابيد أصبح “بطلا للطبقة المتوسطة العلمانية السائدة في إسرائيل”، بفضل معالجته للقضايا المعيشية اليومية، لكنه لم يتمكن من اختراق الدوائر الانتخابية الأخرى جزئيا لضعف خلفيته الأمنية التي يرى العديد من الإسرائيليين أنها ضرورية لقيادتهم.

واعتبر أن لابيد “سجل نقاطا سياسية في الداخل الإسرائيلي من خلال عمليته العسكرية القصيرة” في غزة، مشيدا بنهجه في الامتناع عن ذكر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طول الوقت، وهو تناقض تام مع أسلوب نتنياهو الذي كان يحمّل حماس المسؤولية طوال الوقت.

تعزيز مكانة

بدوره، أوضح جايل تالشير المحلل السياسي من الجامعة العبرية في القدس لأسوشيتد برس أن لابيد “في وضع أقوى بكثير مما كان عليه من قبل”.

وقال إنه بحلول صباح الاثنين، بدا أن لابيد قد صقل براعته الأمنية و”قد يكون قادرا أيضا على الادعاء بأنه يحاول تحقيق تغيير في نموذج رئيس الوزراء”.

واتفق تال شنايدر المراسل السياسي الإسرائيلي مع الرأي ذاته، بحسب تقرير الوكالة، إذ اعتبر أن وقف إطلاق النار “أمر حاسم” بالنسبة لحملة لابيد.

وقال مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة إن “حماس لا تريد حربا كل يومين، وإذا انضمت علنا للمقاومة، فهذا يعني تدمير المباني والبنية التحتية”، مشيرا إلى الدور الذي لعبته مصر في منع حماس من الانضمام إلى المعركة.

وكانت أسوشيتد برس قد قالت في تقرير سابق لها إن الصراع في غزة يتيح الفرصة أمام لابيد “إما في الحصول على دفعة قوية إذا تمكن من تنصيب نفسه قائدًا منتصرًا، وإما أن يتلقى ضربة قاسية من عملية عسكرية طويلة”.

وأشار التقرير السابق إلى أن لابيد يأمل إقصاء نتنياهو في ظل حالة الاقتتال الداخلي الذي تغرق فيه إسرائيل حاليا مع وجود أزمة سياسية مطولة ترسل الناخبين إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من 4 سنوات.

ويتولى يائير لابيد زمام حكومة تصريف أعمال بعد انهيار الحكومة المتعددة أيديولوجيًّا التي ساعد في تشكيلها، وهو ما يوجب إجراء انتخابات جديدة.

المصدر : أسوشيتد برس + الجزيرة مباشر