شتاء عصيب قادم.. أوربا تتأهب لأزمة “ديزل” مع تناقص المخزون قبل سريان العقوبات

يعتبر الديزل، إلى جانب أنواع الوقود المقطرة الأخرى مثل زيت التدفئة وزيت الغاز، شريان الحياة للصناعات (رويترز)

تستعد أوربا لشتاء عصيب مع انخفاض مستويات الديزل في مستودعات التخزين، وتخوّفها من التداعيات الكبيرة التي ستترتب على بدء سريان عقوبات الاتحاد الأوربي على إمدادات النفط الخام والمنتجات المكررة الروسية، خاصة على الصناعات والسائقين.

ويعد الديزل، إلى جانب أنواع الوقود المقطرة الأخرى مثل زيت التدفئة وزيت الغاز، شريان الحياة للصناعات مع استخدامه في العديد من الأغراض، من تشغيل محطات الطاقة إلى تدفئة المنازل، بالإضافة إلى استخدامه وقودًا للمحركات.

وتزود روسيا أوربا بنحو 60% من احتياجاتها من الواردات، وعندما هاجمت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، أصيب سوق “الديزل” بصدمة مع ارتفاع أسعاره على أساس الانقطاع المحتمل لتلك الإمدادات.

وارتفع فارق الستة أشهر في العقود الأوربية الآجلة للديزل إلى تراجع قياسي بلغ نحو 600 دولار للطن.

وجعلت حالة التراجع من غير المجدي اقتصاديًا للتجار تخزين الديزل وجني الأرباح.

وقال أحد المتداولين الأوربيين “لن يقوم أي شخص بكامل قواه العقلية بوضع الديزل في الخزانات بهذه المستويات”.

ونتيجة ذلك هي انخفاض مخزونات نواتج التقطير الأوربية التي تحتفظ بها المصافي إلى ما هو أقل بكثير من متوسطاتها التاريخية.

وأظهرت بيانات من شركة الاستشارات الهولندية (إنسايتس غلوبال) أن مخزونات الديزل وزيت الغاز في المواقع التجارية في مركز أمستردام-روتردام-أنتويرب أقل بكثير من المتوسط ​​التاريخي.

ومما زاد الطين بلة أن الطقس الحار والجاف للغاية في أوربا أدى إلى انخفاض منسوب المياه بشكل غير معقول في نهر الراين، وهو ممر مائي رئيس لمرور الناقلات التي تحمل الوقود من مصافي النفط الضخمة والخزانات في مركز أمستردام-روتردام-أنتويرب إلى ألمانيا وفرنسا وسويسرا.

وفي المستويات الحالية، يفضّل أصحاب الناقلات تحميلها بنحو ربع طاقتها التي تتراوح بين ألفين و3 آلاف طن أو أقل، لتجنب اصطدامها بقاع النهر.

وأدى ذلك إلى حدوث اختناقات كبيرة على طول الممر المائي، ورفع أسعار الشحن في بعض المناطق إلى مستويات قياسية.

وفرضت ألمانيا ودول غربية أخرى جولات عدة من العقوبات على روسيا في محاولة لوقف القتال، ولكن العديد من الدول أيضًا تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة الروسية، وردًا على ذلك أوقفت موسكو إمدادات الغاز إلى العديد من الدول، في ما ينظر إليه على نطاق واسع على أنه رد انتقامي.

المصدر : وكالات