ساسة سودانيون: قرار البرهان خطوة مهمة لكنها قد تؤجج الصراع (فيديو)

المعارضة السودانية دعت إلى المظاهرات بهدف "إسقاط الانقلاب العسكري" (رويترز)

قال ساسة سودانيون إن قرار رئيس مجلس السيادة عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في حوار الآلية الثلاثية يمثّل خطوة مهمة للخروج من الأزمة السياسية في البلاد.

بيد أنهم اختلفوا في ما سيترتب على هذه الخطوة من تداعيات سياسية بين المكونات المدنية في قوى الحرية والتغيير.

وقال بشير محمد الفكي -المتحدث باسم تجمّع المهنيين السودانيين- إن الهدف من خطاب البرهان يتمثل في رفع الحرج عن المؤسسة العسكرية والمراهنة على اندلاع الشقاق وعدم الاتفاق بين المكونين المدنيين في قوى الحرية والتغيير حتى يتأتى لها في النهاية السيطرة على السلطة بصورة مقبولة في الداخل والخارج.

وأضاف الفكي خلال مشاركة في برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، يوم الاثنين، أن استراتيجية المؤسسة العسكرية في السودان من هذه الخطوة تتحدد في تأجيج الصراع بين المدنيين بما يساعد على تقديم قادة الجيش باعتبارهم عناصر قادرة على القيام بأدوار حاسمة في السيناريوهات السياسة المستقبلية.

واعتبر القيادي في قوى الحرية والتغيير أن المؤسسة العسكرية في السودان مطبوعة على “فرض الوصاية على الشعب بالطرق المباشرة وغير المباشرة”.

وقال إن أبرز ما جاء في الخطاب هو “تقديم منحة للشعب وجعل القيادات المدنية تقوم بتشكيل الحكومة واختيار رئيس لها في حين تعمل القيادة العسكرية بتشكيل المجلس السوداني للأمن والدفاع الذي سيضطلع بمجموع المهمات الأمنية في البلاد”، مما يجعل الحكومة المقبلة تحت رحمته ووصايته، على حد وصفه.

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد أعلن، يوم الاثنين، عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في حوار “الآلية الثلاثية” لإفساح المجال لبقية المكونات السياسية.

وأضاف البرهان أنه سيتم حل مجلس السيادة عقب وصول القوى السياسية إلى اتفاق وتشكيل حكومة، على أن يتم تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من الجيش والدعم السريع يتولى مهام الأمن والدفاع.

ودعا الفكي إلى “توسيع دائرة الاعتصامات السلمية إلى حين تحقيق مطالب الثورة القائمة على إسقاط الانقلاب”.

وقال إن السودان دخل مع خطاب البرهان اليوم “مرحلة التغيير الجذري القائمة على توحيد العمل بين لجان المقاومة وتجمّع المهنيين بهدف الشروع في حالة العصيان المدني الشامل”.

من ناحية أخرى، قال صديق الصادق المهدي -مساعد رئيس حزب الأمة القومي والناطق باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير- إن خطاب البرهان أوكل مهمة جديدة للمؤسسة العسكرية دون العودة إلى الشعب.

وأضاف أن إصرار البرهان على ترك الاتفاق بين المدنيين في قوى الحرية والتغيير أمر فيه كثير من المجازفة على اعتبار أن “الكثير من المكونات الحزبية في قوى الحرية والتغيير، خاصة الميثاق الوطني، محكومة بأجندة عسكرية”.

وكشف الناطق باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أن خطاب البرهان زاد من عملية تغلغل المؤسسة العسكرية في البنية الحزبية السودانية، بأن جعل المجلس الأعلى للقوات المسلحة المكون من الجيش والدعم السريع الذي يتولى مهام الأمن والدفاع هو المتحكم الفعلي في مستقبل السودان، ويمكنه التدخل حين يشاء ويكرر سيناريوهات الماضي.

وقال صديق الصادق المهدي “هناك صعوبات جمة بأن يتم التوصل إلى اتفاق بين مكون مدني داخل قوى الحرية والتغيير يدافع عن مطالب الثورة السودانية وقادة من المدنيين يدافعون عن خيارات الجيش”.

من جهته، قال الفريق أول فتح الرحمن محيي الدين -رئيس أركان القوات البحرية السودانية السابق- إن خطاب البرهان جاء في وقته، وإن الكرة الآن أصبحت في ملعب قوى الحرية والتغيير.

وأضاف محيي الدين أن الجيش سيخرج من المشهد السياسي، وأن المدنيين مدعوون للتفاوض على وجه السرعة بهدف تشكيل حكومة مدنية واختيار رئيس لها.

واعتبر محيي الدين أن هذا هو الوضع الطبيعي لمستقبل السودان، مذكّرًا بأن إجراءات 25 أكتوبر/تشرين الاول كان الهدف منها “نزع السلطة من الأحزاب الأربعة التي استولت عليها في سياق معين، وأنه الآن بعد توسيع المشاركة المدنية أضحى بالإمكان الشروع في حوار بين جميع المكونات المدنية السودانية لتحقيق الانتقال السياسي”.

المصدر : الجزيرة مباشر