عدم ارتداء ربطة عنق وتقليص مدة الاستحمام وإطفاء المباني التاريخية.. إجراءات أوربية لمواجهة أزمة الطاقة

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بدون رابطة عنق (رويترز)

لجأ مسؤولون في دول أوربية إلى اتخاذ إجراءات وإطلاق حملات ومطالبات للحد من استهلاك الطاقة، بينما تواجه القارة درجات حرارة مرتفعة من جهة، ونقصًا في إمدادات الغاز الروسي بسبب الحرب على أوكرانيا من جهة أخرى.

في مدريد، طلب رئيس الوزراء الإسباني (بيدرو سانشيز) من وزرائه والمسؤولين الحكوميين وموظفي القطاع الخاص اليوم الجمعة عدم ارتداء ربطات العنق والاسترخاء، في وقت يزداد الطلب على أجهزة تكييف الهواء التي تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة.

وقال سانشيز في مؤتمر صحفي “أريد من الجميع أن يلاحظوا معي أنني لا أرتدي ربطة عنق. هذا يعني أننا يمكننا جميعًا التوفير من استهلاك الطاقة”.

وأضاف “طلبت من الوزراء، وجميع الموظفين العموميين، وأود أن أطلب من القطاع الخاص أيضًا، إذا لم يكونوا قد فعلوا ذلك أصلًا، ألا يضعوا ربطة عنق عندما لا يكون ذلك ضروريًا. بهذه الطريقة سنتصدى لمسألة توفير الطاقة التي لها قدر كبير من الأهمية في بلدنا”.

ويضغط الحر في الصيف على أنظمة الطاقة في أوربا، ويثير المخاوف حول طموحات وأهداف حملة لتوفير الغاز في حال أدت الحرب في أوكرانيا إلى مزيد من التخفيضات في الإمدادات القادمة من روسيا.

وفي إشارة أكثر جدية، قال سانشيز إن حكومته ستتخذ إجراءات طارئة في الأسبوع المقبل لتحسين الكفاءة وتوفير الطاقة.

إطفاء القصر والمعالم التاريخية

وفي ألمانيا، بدأت العاصمة برلين مساء الأربعاء وقف إنارة عدد من المعالم والمباني التاريخية، بهدف الانضمام إلى الجهد الوطني لتوفير الطاقة في مواجهة مخاطر النقص، بعد القرار الروسي بتقليص إمدادات الغاز.

بوابة براندنبورغ أحد رموز برلين أثناء إضاءتها بالعلم الأوكراني تضامنا مع كييف (رويترز ـ أرشيف)

ولن يُضاء حوالي 200 مبنى رمزي ليلًا، بما في ذلك عمود النصر وقصر شارلوتنبورغ ومبنى البلدية.

وأوضحت بيتينا جاراسك المسؤولة عن الشؤون البيئية في بلدية برلين في بيان “بالنظر إلى الحرب في أوكرانيا والتهديدات الروسية المتعلقة بسياسة قطع الطاقة، من المهم أن نستخدم طاقتنا بأكبر قدر من العناية”، وسيوفر هذا الإجراء استخدام 1400 جهاز مخصّص لإضاءة هذه المواقع.

وأراد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن يكون مثالًا يحتذى به، هذا الأسبوع، عبر إعلانه أن مقرّ إقامته الرسمية في برلين، قصر بلفيو، لن يُضاء ليلًا، إلّا في المناسبات الخاصّة مثل الزيارات الرسمية.

تقليص مدة الاستحمام

وكانت حكومة المستشار أولاف شولتس، قد دعت قبل أسابيع عدّة إلى التعبئة الوطنية من أجل توفير الطاقة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، وسط توقعات بخفض الإمدادات الروسية.

وأطلقت الحكومة حملة تستهدف المهنيين والأفراد للترويج لممارسات معيّنة، مثل خفض تكييف الهواء في المباني واستخدام وسائل النقل العام أو حتى شراء أدوات تُسهم في توفير المياه.

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك (رويترز)

وفي يونيو/حزيران الماضي، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إنه يعمد إلى تقصير مدة استحمامه توفيرًا للطاقة منذ اندلاع حرب أوكرانيا، داعيًا إلى توفير الطاقة بسبب انخفاض إمدادات الغاز من روسيا.

وأعلنت مدن ألمانية في جميع أنحاء البلاد عن خطط لتوفير الطاقة.

وأظهرت بيانات اقتصادية، أمس الخميس، أن التضخم في ألمانيا ارتفع بشكل غير متوقع في يوليو/تموز بعدما أثار تراجع تدفقات الغاز بشكل أكبر من روسيا المخاوف من ارتفاع قيمة “فواتير” الطاقة.

وقال مكتب الإحصاءات الاتحادي، مستندًا إلى بيانات أولية، إن أسعار المستهلكين في ألمانيا ارتفعت بـ8.5% مقارنة بباقي الدول الأوربية الأخرى.

المصدر : وكالات