درجات حرارة قياسية في أوربا.. ضحايا بالمئات وإجلاء آلاف السكان مع اشتداد الحرائق والرياح (فيديو)

تواصل موجة الحر الشديدة التي تجتاح مناطق واسعة في العالم تأثيرها وخاصة في أوربا، وسجلت درجات حرارة قياسية في بريطانيا وألمانيا، مع استعار الحرائق في أنحاء متفرقة من القارة الأوربية.

وقال رئيس الوزراء الإسباني (بيدرو سانشيز) اليوم الأربعاء، خلال رحلة إلى أراغون- المنطقة الشمالية من البلاد المتضررة من الحرائق- إن موجة الحر التي ضربت إسبانيا لنحو 10 أيام تسبّبت في مقتل أكثر من 500 شخص.

وأوضح “خلال موجة الحر، توفي أكثر من 500 شخص بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بحسب بيانات” في إشارة إلى تقديرات الوفيات الزائدة التي نشرها معهد الصحة العامة.

وفي أثينا اندلع حريق غابات أججته رياح عاتية في منطقة جبلية بالقرب من أثينا صباح اليوم الأربعاء، ما أدى إلى احتراق منازل ودفع السلطات إلى إصدار أوامر بإخلاء مستشفى و9 مناطق على الأقل.

وغطت سحب كثيفة من الدخان السماء فوق جبل بينتيلي حيث اندلع الحريق حوالي الساعة 1430 بتوقيت غرينتش أمس الثلاثاء، على بعد نحو 27 كيلومترا شمال وسط أثينا.

وانتشر نحو 485 من رجال الإطفاء و120 عربة إطفاء لمحاولة إخماد النيران التي كانت مشتعلة على عدة جبهات، في حين ألقت أكثر من 7 طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى المياه على ألسنة اللهب، لكنها أوقفت عملياتها ليلا لأسباب تتعلق بالسلامة.

وقالت السلطات المحلية إن النيران أحرقت بعض المنازل في المنطقة وأمرت السلطات بإخلاء 9 مناطق، كما تم إخلاء مستشفى ومرصد أثينا الوطني كإجراء احترازي، في وقت يتوقع أن تستمر الرياح القوية حتى مساء اليوم الأربعاء.

حرارة قياسية في بريطانيا

وفي السياق، ذكر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أمس الثلاثاء أنه تم تسجيل درجة حرارة قياسية مؤقتة جديدة في بريطانيا بلغت 40.3 درجة مئوية في لينكونشاير.

وأعلنت دائرة إطفاء لندن عن حادثة كبرى بسبب “ارتفاع ضخم” في الحرائق في أنحاء العاصمة مع وصول درجة الحرارة إلى 40 مئوية، بعد مكافحة نحو 100 رجل إطفاء لحريق في قرية تقع شرقي لندن، بعد ظهر الثلاثاء.

وأظهرت لقطات تلفزيونية دخانا أسود ينبعث في الهواء، حيث نشبت النيران في مبان وحقول، في حين ذكرت دائرة الإطفاء أنها تكافح حوادث كبرى” في العاصمة، وطلب من السكان عدم إقامة حفلات شواء أو إضرام النار في أماكن مفتوحة بسبب التحديات “غير المسبوقة” التي تواجهها الطواقم.

وقال عمدة لندن صادق خان إن دائرة إطفاء لندن تعاني من “ضغط ضخم” في حين ذكر نائب مفوض دائرة إطفاء لندن أن دائرة الإطفاء ما زالت مستعدة للتعامل مع الحوادث”.

آثار الدمار في منطقة سكنية بعد الحريق كبير في وينينغتون بلندن (غيتي)

حرائق في إسبانيا

وفي إسبانيا تسببت الحرائق المستعرة في إسبانيا منذ يوم الأربعاء الماضي، في تدمير ما لا يقل عن 60 ألف هكتار من الغابات، وقال مدير الدفاع المدني “إنه أسوأ حريق طارئ يندلع منذ بداية حفظ السجلات”.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني خلال رحلة إلى المنطقة الشمالية من البلاد المتضررة من الحرائق- إن موجة الحر التي ضربت إسبانيا لنحو 10 أيام تسبّبت في مقتل أكثر من 500 شخص.

ويعد الوضع سيئا بشكل خاص في زامورا الواقعة بالقرب من الحدود مع البرتغال، وفي أفيلا الواقعة شمال غرب مدريد، حيث تم نقل نحو 10 آلاف شخص من حوالي 50 قرية في هاتين المقاطعتين بعيدا عن النيران المستعرة هناك منذ يوم الأحد.

وفي زامورا، لقي شخصان حتفهما وأصيب 15 آخرون على الأقل، بينما أتت النيران على 30 ألف هكتار من الغابات بالكامل.

وفي إيطاليا، تمكن رجال الإطفاء في إقليم توسكانا الإيطالي من إجلاء نحو 100 شخص من منازلهم إلى مكان آمن بسبب حرائق الغابات الواسعة بالقرب من بلدة لوكا.

وقال الرئيس الإقليمي لمنطقة توسكانا، إن مساحة المنطقة المتضررة تبلغ حوالي 400 هكتار، ووصل الدخان بالفعل إلى الأقاليم المجاورة، وأظهرت الصور دخانا كثيفا داكنا يتصاعد من مرتفع تكسوه الغابات.

ونجا مزارع من الموت بأعجوبة أثناء محاولته إنقاذ حقله من حريق غابات مستعر وصل إلى بلدة تابارا في جنوب إسبانيا، وابتلعت ألسنة اللهب حفارته.

أعلى درجة حرارة في ألمانيا

وفي ألمانيا أعلنت هيئة الأرصاد الجوية أن البلاد شهدت يوم الثلاثاء أعلى درجة حرارة في عام 2022 حتى الآن، وأوضحت أن درجة الحرارة وصلت إلى 39.5 درجة.

وكانت أعلى درجة حرارة سجلتها ألمانيا في العام الحالي قبل هذا اليوم في التاسع عشر من يونيو/حزيران الماضي عندما وصلت إلى 39.2 درجة.

ولا تزال هاتان القيمتان بعيدتين بعض الشيء عن درجة الحرارة القياسية التي كانت الهيئة سجلتها في 25 يوليو/تموز عام 2019 عندما وصلت إلى 41.2 درجة.

وفي السياق، حذر برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوربي من أنّ موجة الحرّ التي تجتاح أوربا حالياً ويرافقها جفاف حادّ تفاقم مخاطر نشوب حرائق وتزيد التلوّث بغاز الأوزون.

وقال عالِم في قسم مراقبة الغلاف الجوي إنّ “الأضرار المحتملة لتلوث قوي جدًا بغاز الأوزون على صحة الإنسان قد تكون كبيرة، من ناحية الأمراض التنفسية والقلبية”.

وأضاف أنّ المستويات العالية من الأوزون السطحي قد تسبّب التهابًا في الحلق وسعالًا وصداعًا وتزيد خطر الإصابة بنوبات الربو.

وسبق أن اكتشف العلماء “تلوثًا مرتفعًا للغاية بالأوزون السطحي” في كلّ أوربا الغربية والجنوبية، وخصوصًا في جنوب شبه الجزيرة الايبيرية وبعض مناطق شمال إيطاليا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات