فورين أفيرز: التصريحات المسيئة للإسلام تهدد المصالح الهندية في الخليج

احتجاجات في الهند ضد الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم (رويترز ـ أرشيف)

سلّط تقرير نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية الضوء على مستقبل العلاقات الهندية والدول الإسلامية لا سيما دول الخليج في ظل تزايد التصريحات المسيئة للإسلام والنبي محمد ﷺ، وسياسات الحزب الحاكم المغذية لمشاعر الإسلاموفوبيا.

وشهدت الهند تناميًا ملحوظًا في خطاب الكراهية والعنف الموجه ضد الأقلية المسلمة منذ وصول رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا إلى السلطة عام 2014.

ولفت التقرير إلى أن المسؤولين الغربيين مارسوا القليل من الضغوط على نيودلهي التي لا تزال شريكًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا مهمًا للغاية في ظل المنافسة الأوسع مع الصين، برغم حثهم مودي وحكومته على إعادة تحقيق التعددية المعلنة في الهند.

ويعد مودي رئيس الوزراء الوحيد الذي زار إيران وإسرائيل وقطر والسعودية والإمارات خلال ولاية واحدة.

وتعمل الهند على تأمين احتياجاتها من النفط والغاز من الشرق الأوسط، وهو أمر ضروري للحفاظ على أمن الطاقة لديها ولضمان رفاهية ما يقرب من 9 ملايين هندي يقيمون في دول الخليج، حسبما ذكر التقرير.

وأشار التقرير إلى أن السعودية والإمارات تصنفان من بين أكبر الشركاء التجاريين للهند، في وقت تتطور العلاقات الدبلوماسية في أعقاب اتفاقية التجارة الحرة الأخيرة الموقعة بين نيودلهي وأبوظبي والمفاوضات الجارية لاتفاقية تجارية أوسع مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وعزز مودي أيضًا التعاون مع دول الخليج لمعالجة المخاوف المشتركة مثل الإرهاب والأمن البحري في منطقة المحيط الهندي.

تهديد للمصالح المشتركة

بيد أن هذا التعاون معرّض للخطر بسبب مواقف حزب بهاراتيا جاناتا، وكشفت الكثير من دول العالم الإسلامي عن مخاوفها بشأن التطورات السلبية بشأن الأقلية المسلمة في الهند.

من جانبها، انتقدت الدول الإسلامية الهند علنًا، حتى لو لم يؤد هذا الخطاب إلى أي تغيير ملموس في السياسة.

وتثير التعليقات المسيئة للبني محمد ﷺ أو الرسوم الكاريكاتورية ردود فعل قوية وأحيانًا عنيفة في العديد من البلدان الإسلامية.

بدورها، حاولت نيودلهي تخفيف الأضرار الناتجة عن هذه الممارسات والتصريحات، مؤكدة أنها “تولي أعلى درجات الاحترام لجميع الأديان”.

وأضاف التقرير أن مثل هذه التصريحات الدبلوماسية المهدئة ليست كافية لمنع السياسة الداخلية الهندية المضطربة من عرقلة محاولتها إقامة علاقات أوثق مع الخليج والشرق الأوسط الكبير.

وذكر التقرير موقف إيران والكويت وقطر من التصريحات المسيئة للإسلام، والتي تضمنت استدعاء سفراء الهند، بينما أصدرت السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي بيانات استنكار لتحفيز حكومة مودي على التحرك.

وفي إطار مساعي احتواء الأزمة، وصف حزب بهاراتيا المسؤوليْن عن التصريحات المسيئة بأنهما “عناصر هامشية”.

وأوضح التقرير أن الهند شهدت لحظات عديدة من العنف الطائفي المقلق قبل صعود مودي إلى السلطة، ورغم أن دولًا عربية وإسلامية أخرى نددت بسياسات الحكومة الهندية، لكن الفارق الآن هو أن الكثير من المصالح باتت على المحك.

وكانت الهند دائمًا حريصة على إعلان التزامها بالعلمانية من أجل طمأنة شركائها في الشرق الأوسط بشأن وضع الأقلية المسلمة.

ويبلغ تعداد المسلمين في الهند حوالي 200 مليون نسمة، فهي ثالث أكبر دولة في العالم بعد إندونيسيا وباكستان.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية