مع الحكيم.. مخاوف من تفشي الحمى النزفية بالعراق في ظل انهيار القطاع الصحي (فيديو)

رصد برنامج (مع الحكيم) معاناة المرضى العراقيين في ظل نقص في الأدوية -حتى أدوية الأمراض المنتشرة مثل السكري- وعجز في مقدمي الرعاية الصحية من الأطباء والممرضين، ومخاوف من انتشار حمى القرم-الكونغو النزفية.

وعبر العراقيون عن مخاوفهم من زيادة تفشي هذا المرض الخطير في حين حذر خبراء من عدم اتخاذ الحكومة إجراءات وقائية جدية مع ضعف الإنفاق الحكومي على القطاع الصحي.

ويؤكد مراقبون عزوف الكثير من العراقيين عن شراء اللحوم الحمراء -حيث تصيب الحمى النزفية الأبقار ومن ثم تنتقل إلى البشر- واتجاههم إلى شراء الأسماك والدجاج، لكنهم يحذرون من تفشّ محتمل للمرض بحلول عيد الأضحى وزيادة عدد الذبائح واتصال الناس باللحوم.

وقال ضيف البرنامج الدكتور سيف البدر المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية إن 152 إصابة مؤكدة بالحمى النزفية سُجّلت منذ بداية العام الجاري، توفي بسببها 26 شخصا، وتماثل أكثر من نصف أصحابها للشفاء.

وأكد أن اكتشاف الحمى النزفية في مراحلها المبكرة يؤدي إلى نسبة احتمال شفاء عالية جدا مع تقديم العلاج الداعم الذي يوقف النزف والمضاعفات، مشيرا إلى أنه لا يوجد لقاح أو مضاد فيروسي مباشر لهذه الحمى.

وأوضح أن الإصابات موزعة في جميع المحافظات تقريبا، ولكن أغلبها في بيقار وميسان وبابل والمثنى كما توجد إصابتان على الأقل في إقليم كردستان.

ولفت إلى أن الجهة المعنية بهذا المرض بالدرجة الأولى هي وزارة الزراعة التي من المفترض أن تعالج الحيوانات المصابة وتعمل على مكافحة الحشرة الناقلة للمرض وهي حشرة القراد، أما الجهات الأمنية والسلطات المحلية فمن مسؤوليتها السيطرة على الذبح العشوائي للحيوانات.

أما عن دور وزارة الصحة فقال إنه “الكشف عن الحالات في وقت مبكرة ونحن نمتلك القدرة والإمكانيات والخبرة اللازمة لذلك، إذ دخل هذا المرض البلاد منذ 50 عاما ونسجل إصابات ووفيات محدودة كل عام، ولكن هذه تعد زيادة غير مسبوقة منذ تسعينيات القرن الماضي، فضلا عن تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى”.

وأضاف “المنظمات الدولية شركاء أساسيون أيضا وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية، وهناك تعاون وتواصل معهم على مدار الساعة”.

وبشأن الأعراض الشائعة للحمى النزفية قال “ارتفاع درجة الحرارة وآلام في مناطق مختلفة من الجسد وشعور بالإعياء والتعب وربما مغص بمنطقة المعدة”، وأضاف “أي شخص يمتهن تربية المواشي وخاصة في المناطق الريفية أصيب بهذه الأعراض فعليه التوجه إلى أقرب مؤسسة صحية، لأن هؤلاء هم أكثر الفئات المعرضة للإصابة وتلك هي المرحلة التي ينبغي اكتشاف المرض عندها”.

وتابع “في حالة تطور المرض إلى نزف يظهر على شكل كدمات واضحة تحت الجلد أو نزف من فتحات الجسم المختلفة، فقد وصل المريض إلى مرحلة خطيرة ومتأخرة تكون فيها احتمالية الوفاة عالية تصل إلى 40% وربما إلى 100% إذا وصل لفشل متعدد لأعضاء الجسم”.

وأردف “هذا المرض لا يقارن بكورونا لأن الفئات المتوقع إصابتها به تقريبا محصورة في مربي الماشية والأبقار والقريبين منهم، كما أن علامات المرض واضحة من بدايته تستوجب مراجعة الجهات الصحية فورا”.

المصدر : الجزيرة مباشر