مع بداية ذروة الموسم الصيفي.. مطارات أوربا تشهد المزيد من الاضطرابات وإلغاء لعشرات الرحلات

فوضى مطارات
فوضى عارمة وتكدس مسافرين في مطارات أوربا (epa)

تشهد حركة النقل الجوي في أوربا اضطرابا كبيرا وفوضى عارمة، إثر إضرابات في شركتي خطوط (بروكسل الجوية) و(رايان آير) مع بدء ذروة العمل خلال موسم الرحلات الصيفية، إضافة إلى مشكلات أخرى مرتبطة بنقص العمالة.

ويحتج عشرات الموظفين بسبب ضغوط العمل ونقص الطواقم عقب دعوة نقابات أوربية للمضيفين إلى المشاركة في إضراب عن العمل ابتداءً من يوم أمس الجمعة، في إسبانيا والبرتغال ومن يوم السبت في إيطاليا وفرنسا.

وعلى مدار الأسابيع الماضي، كان آلاف المسافرين قد عانوا من تغيير مواعيد السفر وإلغاء الرحلات في بعض الأحيان، فضلًا عن فقدان الأمتعة والانتظار في طوابير طويلة تمتد إلى خارج قاعات المطارات في عدد من العواصم الأوربية.

وامتدت طوابير الأمن في مطار أرلاندا بالعاصمة السويدية ستوكهولم مسافات طويلة، مما استدعى من المسافرين الوصول إلى المطار قبل 5 ساعات بدل 3 ساعات كما جرت العادة.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الفوضى القائمة في المطارات الأوربية ناتجة عن زيادة أعداد المسافرين بشكل لا يتناسب مع أعداد العاملين في شركات الطيران والمطارات التي كانت سرحت بالفعل الآلاف من موظفيها خلال العامين الماضيين على خلفية الأزمة الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا.

وتوقع عدد من المراقبين أن تستمر هذه الفوضى خلال الإجازة الصيفية وفي ظل سعي عدد من المطارات إلى قطع عشرات الرحلات الجوية في محاولة للسيطرة على الوضع.

تداعيات الإضراب

أجبرت الإضرابات في شركة (رايان آير) الأيرلندية المسؤولين على إلغاء 127 رحلة، بين الجمعة والأحد، من مطار “شارلروا” في بلجيكا حيث يتركز معظم نشاط الشركة.

وبدورها، أعلنت (خطوط بروكسل الجوية) التابعة لمجموعة لوفتهانزا أن الإضراب المقرر في بلجيكا حتى اليوم السبت، تسبب في إلغاء 315 رحلة في مطار (بروكسل-زافينتيم).

بيد أن إضراب موظفي (رايان آير) ظهر محدودا في البرتغال إذ ألغيت رحلتان فقط، صباح الجمعة.

أما في إسبانيا حيث توظف (رايان آير) 1900 شخص فلم تلغ أي رحلة باستثناء تلك المارة ببلجيكا، وذلك بعد أن دخلت الشركة الأيرلندية في مواجهة مع النقابات حول مسألة توفير الحد الأدنى من الخدمات.

وقررت وزارة النقل الإسبانية، الخميس، تطبيق حد أدنى من الخدمات يغطي ما يصل إلى 82% من الرحلات إلى وجهات معينة، مشددة على رغبتها في التوفيق بين “حق الإضراب” و”مصلحة المسافرين”.

وكانت نقابات (رايان آير) في إسبانيا قد أعلنت أنّ الإضراب سيتواصل حتى 2 يوليو/تموز المقبل.

إلغاء الرحلات للسيطرة على الفوضى

وكشفت شركة استشارات الطيران (سيريوم) عن إلغاء ما يقرب من 2000 رحلة جوية من المطارات الأوربية الرئيسية خلال أسبوع واحد من شهر يونيو/حزيران الجاري.

وفي يوم الخميس، أعلنت شركة الطيران العملاقة لوفتهانزا أنها ألغت أكثر من ثلاثة آلاف رحلة هذا الصيف بسبب نقص الموظفين والإضرابات.

وتشمل موجة الإلغاء الجديدة المعلنة 2200 رحلة جوية، أي نحو 3% من برنامج رحلات لوفتهانزا.

وفي هذا السياق، أعلنت شركة (يورو وينغز) المنخفضة التكلفة أنها اضطرت إلى إلغاء “مئات الرحلات الجوية” في يوليو/تموز المقبل.

وخفض مطار سخيبول وهو أكثر المطارات ازدحامًا في هولندا عدد الرحلات اليومية.

وقالت سلطات المطار في بيانات وتصريحات صحفية إن هناك آلافا من المسافرين الذين لن يستطيع الأمن التعامل معهم وإنهاء إجراءاتهم بسبب نقص أعداد الموظفين.

وعلى هذا النحو، طالب مطارَا لندن غاتويك وهيثرو شركات الطيران بوضع سقف لأرقام رحلاتها، كما تعمل شركة (إيزي جيت) السويسرية المنخفضة التكلفة على إلغاء آلاف الرحلات لتجنب شطبها في اللحظات الأخيرة.

وفي هذا السياق، قررت شركة (رايان إير) الأيرلندية المنخفضة التكلفة إلغاء 127 رحلة طيران بين يوم الجمعة ويوم الأحد المقبل من مطار سارلروا جنوب بلجيكا حيث يتركز نشاطها.

وقد تسبب الاستئناف السريع للحركة الجوية عقب رفع القيود المصاحبة لعمليات مكافحة جائحة كورونا في صعوبات بالعديد من المطارات، حيث وجدت بعض الشركات نفسها مجبرة على إلغاء رحلات بسبب نقص عدد الموظفين.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية