في اليوم العالمي للاجئين.. هؤلاء حولوا المعاناة إلى قصص نجاح في مختلف المجالات

فاتيما بايمان أول محجبة في مجلس الشيوخ الأسترالي (تويتر)

لا تقتصر قصص اللاجئين على المعاناة والألم فحسب، بل إن عددا كبيرا منهم تمكنوا من تحويل الألم إلى نجاح في دول أتاحت لهم فرصة للتعلم وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات.

ونرصد خلال اليوم العالمي للاجئين قصص نجاح أبطالها استطاعوا إحداث تغيير هائل في مجتمعاتهم والوصول إلى مناصب أدخلت بعضهم التاريخ.

أول لاجئة محجبة في الشيوخ الأسترالي

تمكنت فاتيما بايمان اللاجئة الأفغانية من أن تكون أول محجبة في تاريخ أستراليا تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ، وجاءت فاتيما لاجئة من أفغانستان إلى أستراليا، وهي في سن صغيرة مع والديها وثلاثة من أشقائها.

وعبرت عن سعادتها بالفوز وكتبت على فيسبوك “فزنا! أنا فخورة بإعلان انتخابي رسميا لعضوية مجلس الشيوخ عن أستراليا الغربية” مضيفة “شكرا لكم جميعا على حبكم ودعمكم!”

وفازت بايمان بالمقعد السادس والأخير عن ولاية أستراليا الغربية في مجلس الشيوخ، وهنأ رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيز، فاتيما على فوزها وكتب على تويتر “مبروك السناتور بايمان”.

لاجئ سوداني يقود المنتخب الأسترالي في كأس العالم

رياضيا، نجح أوير مابيل اللاجئ السوداني ولاعب المنتخب الأسترالي في قيادة فريقه إلى التأهل لكأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر.

وأحرز مابيل ركلة ترجيحية حاسمة لصالح الفريق الأسترالي ضد البيرو، الاثنين الماضي.

وعلق أوير على الفوز “ركلة الترجيح بمثابة عربون شكر لهذا لبلد الذي احتضني وعائلتي”.

ويروي مابيل تفاصيل رحلته من مخيم اللاجئين في كينيا “وُلدت في كوخ صغير، بالتأكيد غرفة الفندق الخاصة بي هنا أكبر منه، مكثت به سنوات أنا وعائلتي في مخيم اللاجئين”.

وأضاف خلال كلمته عقب الفوز “استقبلتنا أستراليا ومنحتني أنا وإخوتي وعائلتي فرصة للحياة، هذا ما أعنيه عندما أشكر أستراليا على الحياة التي منحتنا إياها”.

وولد مابيل في مخيم للاجئين في كينيا عام 1995 بعد سنة من فرار أهله من الصراع في جنوب السودان حيث كان يعيش على وجبة واحدة في اليوم.

وانتقل إلى أستراليا عام 2006 وهو في سن الحادية عشرة، وخلال سنوات طوّر أداءه الرياضي مما مكّنه من الانضمام إلى أديلايد يونايتد في سن المراهقة، قبل أن ينقل إلى ميدتيلاند الدنماركي في 2015.

لاجئ فلسطيني ضمن مسؤولي الأمم المتحدة

وفي السياق نفسه، نجح اللاجئ الفلسطيني فادي الطيار في أن يصبح مسؤول اتصال في وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بعد أن حصل على شهادتين جامعيتين، الأولى ماجستير في إدارة الأعمال والثانية شهادة جامعية في اللغة الإنجليزية وآدابها.

وولد الطيار في مخيم نهر البارد شمالي لبنان لوالدين هاجرا من فلسطين وهما في عمر 10 سنوات، ثم درس في مدارس الأونروا حتى أصبح ضمن فريق المعلمين بها.

ووصف دور الأونروا في حياته “أفتخر بأنني تعلمت في مدارس الأونروا، داخل المخيم لم نمتلك أماكن لنلعب أو نتعلم كانت الظروف صعبة وقاسية للغاية لاسيما على الأطفال”.

وتابع في تصريحات نشرها موقع الأونروا “بعد دخولي في مهنة التدريس أكملت في الجامعة ودرست اختصاصين ثم أكملت مسيرتي المهنية واستطعت أن أصل الآن إلى وظيفة المسؤول الإعلامي في نفس المؤسسة التي ساعدتني خلال الطفولة”.

أفضل مبرمج عربي

عربيا، توّج اللاجئ السوري محمود شحود بلقب أفضل مبرمج عربي في مدينة دبي الإماراتية ضمن مبادرة (مليون مبرمج عربي) وفاز بالجائزة الأولى التي وصلت قيمتها إلى مليون دولار أمريكي.

وتخرج شحود من جامعة دمشق عام ٢٠١٢ ليعمل بعدها في مجال تطبيقات الجوال (الموبايل)، ووصل بعدها إلى منصب كبير مهندسي تطبيقات أندويد في إحدى شركات التكنولوجيا التركية.

وقام شحود بتطوير تطبيق (هابيت 360) الذي يهدف إلى مساعدة المستخدم على بناء عادات جديدة والتخلص من عاداته السيئة، كما يساعد المستخدم على فهم مشاعره اليومية ويقترح عليه مجموعة من الأنشطة والعادات التي تهدئ من حدة المشاعر السلبية.

وقرر شحود التبرع بنصف قيمة الجائزة للأطفال الأيتام السوريين الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم نتيجة الأحداث التي شهدتها بلاده خلال العقد الماضي.

ويحتفل العالم في 20 يونيو/ حزيران من كل عام، بيوم اللاجئ العالمي، وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد الأشخاص المجبرين على الفرار من ديارهم قد تجاوز 100 مليون نسمة هذا العام.

واحتفالًا بهذا اليوم، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيروش، في تصريحات صحفية، إن اليوم العالمي للاجئين “مناسبة للتفكير في مدى شجاعة وصمود الأشخاص الفارين من الحرب والعنف والاضطهاد، ونعترف فيه بقيمة التعاطف الذي تبديه المجتمعات التي ترحب بهم”.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية + مواقع التواصل