كاتب هندي: حكومة مودي في ورطة كبيرة بسبب أزمة التصريحات المسيئة للنبي محمد (فيديو)

قال ظفر الإسلام خان رئيس تحرير صحيفة (ميللي غازيت) الهندية إن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في ورطة كبيرة أمام الشعب ولا تعرف كيفية التصرف السليم في قضية التصريحات المسيئة للنبي محمد ﷺ وللمسلمين الصادرة عن مسؤولين بالحزب الحاكم.

وفي لقاء ببرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أكد ظفر الإسلام أن ما يجري حاليا يكفي لزعزعة استقرار حكومة مودي محليا وعالميا بعد أن انهارت علاقاتها مع الدول الإسلامية والعربية. فعلاقتها مع المسلمين في الداخل سيئة للغاية أصلًا، وكانت تعتقد أنها تستطيع أن تفرق بين سياستها الداخلية والخارجية بحيث تضطهد المسلمين داخليا وتقيم علاقات سياسية واقتصادية مع الدول الإسلامية، ولكن كل ذلك انهار الآن بحسب وصفه.

ولفت إلى أن الحكومة تركت التصرف للمكتب الإعلامي لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم الذي تبرأ من المسؤولَيْن اللذين أطلقا التصريحات المسيئة، وأكد أنهما لا يعبران عن وجهة نظر الحزب بأي حال، وذلك رغم أنهما كانا متحدثَيْن رسميَّيْن باسم الحزب قبل أيام قليلة.

وتابع “تركت الحكومة الأمر أيضا لوزارة الخارجية التي هاجمت باكستان ومنظمة التعاون الإسلامي فقط، ولم تتعرض لأي دولة أخرى رغم صدور إدانات من دول عدة”.

ورأى ظفر الإسلام أن سبب إحجام حكومة مودي عن التصرف هو تفاخرها على مدار سنوات بإقامة علاقات قوية مع دول العالم الإسلامي وخاصة مع دول الخليج، ولكن كل ذلك انهار أمام الشعب وقوى المعارضة وأصبحت الحكومة في ورطة كبيرة أمام الردود الرسمية والشعبية لتلك البلدان.

وأردف “لا أعتقد أن الحكومة ستعتذر بشكل واضح، ولكن الاعتذار جاء من الحزب ومن مسؤول في الخارجية من خلال تغريدة وليس من خلال بيان رسمي”.

موقف الإعلام والمعارضة

وبشأن موقف الإعلام الرسمي من الأزمة، قال ظفر الإسلام خان إن 90% وسائل الإعلام في الهند موالية للحكومة وتحاول تبرير ما حدث بقولها إن الحملة الحالي على الهند سببها باكستان، كما تزعم أن التصريحات لا تستدعي كل تلك الإدانات.

أما موقف الأحزاب المعارضة ووسائل إعلامها فقد قالت كلمتها منذ بداية الأزمة مؤكدة أن الحكومة أضرت بمصالح الهند بشكل بالغ بسبب تلك التصريحات المسيئة وعدم اتخاذ موقف حاسم بشأنها.

تسليط الضوء على قضايا المسلمين

واعتبر ظفر الإسلام خان أن تسليط الضوء على قضايا المسلمين في الهند -الذين يمثلون حوالي 15% من إجمالي عدد السكان- لن يتم في ظل الأزمة الحالية لأن الحزب الحاكم قائم أساسًا على تعزيز الكراهية واستقطاب الناخبين الهندوس بزعم أنه يحافظ على مصالحهم عبر تهميش المسلمين على وجه التحديد.

كما يدعي الحزب أيضا أنه ينتقم من المسلمين بسبب مظالم يزعم أنهم ارتكبوها خلال فترة حكمهم للهند التي امتدت 8 قرون، ولذلك ليس من المتوقع أن يتبرأ الحزب من تلك السياسة المفيدة له على مدار سنوات.

المصدر : الجزيرة مباشر