مخاوف من استخدام روسيا سوريا ورقة مساومة في حرب أوكرانيا

سوريا باب الهوى
شاحنات مساعدات تدخل سوريا عبر معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا (رويترز)

يحذر مسؤولون من أن روسيا ربما تحاول إغلاق معبر باب الهوى وهو المعبر الوحيد المفتوح لإيصال المساعدات الإنسانية من تركيا إلى سوريا أو استخدامه ورقة مساومة مع القوى العالمية في حرب أوكرانيا، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

المعبر الأخير

ومعبر باب الهوى هو الطريق الوحيد المفتوح أمام القوافل الدولية التي تنقل الغذاء والماء والمساعدات الأخرى إلى أكثر من مليون سوري محاصرين بسبب الحرب الأهلية لكن مصيره مجهول الآن.

وقال دبلوماسيون وخبراء إن إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا سيجبر بالتأكيد آلاف الأشخاص على الفرار من سوريا، وسيؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة اللاجئين في أوربا والشرق الأوسط التي تعتبر بالفعل أكبر أزمة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وسيصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -حيث تمتلك روسيا حق النقض (الفيتو)- في يوليو/ تموز على إبقاء معبر باب الهوى مفتوحًا. لكن يبدو أن المعبر عالق بالفعل في تداعيات الحرب في أوكرانيا والمصالح التي تتنافس فيها روسيا والولايات المتحدة.

قلق في إدلب من خطة روسية لإغلاق بوابة إيصال المساعدات الوحيدة إلى المدينة (الأناضول)

قلق أردني

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مقابلة صحفية هذا الشهر في واشنطن “الحرب في أوكرانيا لها تداعيات واسعة النطاق على سوريا والمنطقة بأسرها والعالم”.

وأضاف الصفدي أن الأردن يراقب بحذر ليرى كيف ستتعامل روسيا مع التصويت مشيرا إلى أن أكثر من مليون لاجئ سوري يعيشون بالفعل في الأردن، وأن التوسط في اتفاق سلام في الحرب السورية التي دامت 11 عامًا “سيحتاج بالتأكيد إلى اتفاق أمريكي روسي”.

دعم روسي للأسد

وباستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، ساهمت روسيا في إغلاق ثلاثة ممرات إنسانية أخرى إلى سوريا عام 2020 ووافقت العام الماضي على الاحتفاظ بممر باب الهوى فقط بعد مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة، معتبرة أن إغلاق الممرات ضروري للحفاظ على سيادة سوريا، كما دفعت باتجاه توزيع المساعدات بموافقة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بدلًا من الأمم المتحدة.

وتجري الآن حملة ضغط دولية للإبقاء على المعبر مفتوحًا، وتترأس الولايات المتحدة مجلس الأمن هذا الشهر وقد عقدت سلسلة من الاجتماعات تناولت محنة السوريين الذين أصبحوا بلا مأوى أو يحتاجون إلى مساعدة للبقاء على قيد الحياة.

وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة (دميتري بوليانسكي) إن موسكو لم تقرر بعد كيف ستصوت، لكنه قال في مقابلة يوم الجمعة إنه في ظل النظام الحالي كانت المساعدات تصل إلى المتطرفين في محافظة إدلب.

وأضاف “أنا لا أنكر أنها تذهب إلى اللاجئين أيضًا، لكن الجماعات الإرهابية تستفيد من ذلك” ، مشيرا إلى أن المتطرفين هاجموا عمليات تسليم المساعدات.

مساومة روسية

وذكر ثلاثة دبلوماسيين أجانب تحدثوا للصحيفة أن روسيا بعثت بإشارات غامضة بأنها قد تحاول استخدام التصويت للحصول على تنازلات في المواجهة بأوكرانيا، إذ فرضت الولايات المتحدة والدول الأوربية مجموعة متنوعة من العقوبات على روسيا لمعاقبتها على غزو جارتها.

ولم يصف الدبلوماسيون الإشارات بالتفصيل، وقالوا إن موسكو لم تصل إلى حد ربط مصير المعبر بالحرب في أوكرانيا، لكنهم أشاروا إلى أن موسكو ستعتمد على الدول التي ستتأثر بشكل مباشر بموجة جديدة من اللاجئين للمساعدة في التهرب من العقوبات.

وتوقع أحد الدبلوماسيين أيضًا أن تواجه روسيا الاتهامات بانتهاكها سيادة أوكرانيا من خلال إدانة قوافل المساعدات باعتبارها انتهاكًا لوحدة أراضي سوريا.

من ناحية أخرى، قال دبلوماسي أمريكي كبير إن الولايات المتحدة ودولا أخرى في مجلس الأمن سترسل “رسالة واضحة” إلى موسكو تحثها على عدم إغلاق المعبر، ولكن ليس هناك ما يضمن الالتفات إليها.

المصدر : نيويورك تايمز