جدل بين ساسة سودانيين بشأن دور البعثة الأممية في البلاد (فيديو)

استمرار المظاهرات في العاصمة السودانية الخرطوم للمطالبة بحكومة مدنية (الأناضول)

تباينت ردود فعل القوى السياسية السودانية بخصوص دور البعثة الأممية ومستقبلها في السودان، بين اتهامات تطال رئيسها فولكر بيرتس بالتدخل في الشؤون الداخلية السودانية، أو قيامها بجملة من المهام السياسية الإيجابية التي يمكن أن تقود أطراف العملية السياسية للحوار والخروج من الأزمة.

وقال ناجي مصطفى، الأمين السياسي لحركة المستقبل والقيادي في تحالف الحراك الوطني إن البعثة الأممية تحولت من وسيط سياسي إلى طرف يعمل على إيصال قوى الحرية والتغيير للسلطة بكل الطرق الممكنة.

وأضاف خلال مشاركته في برنامج (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، الجمعة، أن رئيس البعثة فولكر بيرتس عقد لقاءات متعددة مع قيادات قوى الحرية والتغيير من أجل تيسير وصولهم للحكم. مؤكدًا أن التاريخ السياسي لبيرتس وتجاربه في الوساطات الدولية كانت فاشلة، وأن ما قام به في سوريا كان “سببًا رئيسيًا في عدم التوصل لحل سياسي لصالح الشعب السوري وإسقاط الدكتاتورية في سوريا”.

واعتبر مصطفى أن “جميع محاولات البعثة الأممية تريد العودة بنا إلى ما قبل 25 أكتوبر/تشرين الأول”.

وقال “دعمنا حركة التصحيح التي تمت في الـ25 من أكتوبر/تشرين الأول، ورفضنا توصيف ما وقع بالانقلاب، ورغم أن قيادة المكون العسكري ارتكبت أخطاء إلا أن قيادته عملت على رعاية المرحلة الانتقالية والحفاظ على مكاسبها.

 

وشدد السياسي السوداني على أن المكون العسكري كان من الداعمين للمبادرة الأممية في بدايتها، لكن بعد أن أيقن قادتها بأن الأمور تسير في اتجاه دعم خيارات أخرى تم اتهامها “بالتدخل في الشؤون السودانية الداخلية والتأثير على مسارات المرحلة الانتقالية”.

وكانت الخارجية السودانية قد انتقدت تعاظم الدور الدولي في حل الأزمة السياسية، وقالت إنها بصدد تقييم عمل البعثة وإصلاح مسارها.

وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد هدد الشهر الماضي بطرد رئيس البعثة الأممية بسبب ما وصفه بـ”التدخل السافر في الشأن السوداني”، وهو ما نفته البعثة لاحقًا، وقالت إنها تمارس دورها وفق التفويض الممنوح لها.

من جهته قال محمد الهادي الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي الموحد وعضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي “إن عمل اللجنة الأممية لا يعنينا، وأن الشعب السوداني هو المعني بتحقيق رهانات الثورة”.

وأضاف أن “الثورة التي أسقطت النظام في 19ديسمبر/كانون الثاني قادرة على الوصول بالشعب إلى إسقاط حكومة الجيش اليوم”. مؤكدًا أن المكون العسكري غير معني بالخيار الديمقراطي.

وقال إن قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة هي المعني الأول بالحوار السياسي في السودان، وتشكيل ملامح المرحلة الانتقالية.

من جهته قال عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار المستقلة إن العملية السياسية السودانية تبدو متداخلة وغير واضحة المعالم، وأنه بالرغم من موافقة المكونين العسكري والمدني على عمل البعثة الأممية إلا أن الأمر تغيّر لاحقًا، وصار كل طرف يعمل من زاويته وحسب مصالحه.

وأضاف أن إطلاق “الآلية الثلاثية” المشكلة من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وهيئة التنمية بشرق أفريقيا “إيغاد” للخروج بالسودان من الأزمة لن يفضي لنتيجة تذكر، كما أن اجتماع مجلس الأمن الأسبوع المقبل لن يغيّر الكثير من عمل البعثة سوى تأكيده لتجديد مهامها والبحث في طرق تمويلها دون أن تقدم نتائج ملموسة على مستوى العملية السياسية في السودان.

المصدر : الجزيرة مباشر