قطع التراويح وتضييق على صلاة العيد.. قرارات “وزير الأوقاف” تفجر جدلا في مصر (فيديو)

تصدر وسم “وزير الأوقاف” منصات التواصل المصرية حيث ساد فيها جدل واسع بسبب التضييق على المصلين في شهر رمضان، إذ منعت وزارة الأوقاف صلاة التهجد والاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر، كما قُطعت صلاة التراويح في عدد من المساجد بحجة تجاوزها الوقت المحدد لها.

وتقول وزارة الأوقاف إن هذا المنع جاء بسبب إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا، وإن الوزارة ستعاقب من لا يلتزم بقرارها من العاملين في المساجد، بل وصل الأمر إلى حملات تفتيشية لموظفيها للتأكد من غلق المساجد ليلًا في مناطق عدة.

ومؤخرًا أعلنت وزارة الأوقاف في بيان ضوابط جديدة بشأن صلاة عيد الفطر، حيث منعتها في الساحات وجعلتها في المساجد الكبرى بخطبة موحدة مدتها لا تزيد على 10 دقائق، مع تهديدات بالفصل والعقاب لمن يخالف هذه الضوابط، ونشرت رئاسة مجلس الوزراء هذا البيان.

وانتقد مدونون بمزيج من السخرية والغضب، قطع صلاة التراويح بأحد مساجد مدينة حلوان بعد الركعة السادسة بحجة انتهاء الوقت المحدد من قبل وزارة الأوقاف، وفق فيديو متداول.

 

وتفاعلًا مع الموضوع كتب أحمد شميس “كنت أصلي السُّنّة بعد صلاة الجمعة وعلى بعد مترين مني تقريبًا كان هناك شخص يتكلم مع عامل المسجد والحوار ملخصه أن الأوقاف جازت الإمام والمصلين لأن التراويح تتأخر عن الموعد المحدد!”.

وفي المقابل كتب عاطف “من يشعر بانزعاج بمنع التهجد في المساجد يصلي في البيت. الوزير لم يمنع الصلاة لكنكم تعشقون دور الضحية”.

أما شيماء فوجهت حديثها إلى وزير الأوقاف وعلقت متهكمة “يا ليت حضرتك تمنع صلاة التراويح في رمضان القادم ومن يريد أن يصليها يصلي في بيته، كله إلا التباعد!”.

غير مسبوق

من جانبه أعرب الكاتب الصحفي جمال سلطان -ضيف برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر- عن استغرابه لقرارات وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وقال إن الأمر تحول إلى سخرية لاذعة منه ومن وزارته، لأن منع الصلاة والتأكد من غلق المساجد أمر غير مسبوق وليس له أي مبرر منطقي على الإطلاق.

وأكد أن مسألة ضوابط كورونا أصبحت أمرًا غير مطروح والحفلات الغنائية والثقافية والأنشطة العديدة التي تقيمها الدولة نفسها شاهدة على ذلك، ولا يمكن تصور أن المنظومة الصحية في مصر أكثر دقة وصرامة من نظيرتها في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، والمسلمون هناك يصلون التراويح والتهجد ويعتكفون من دون أي تضييق.

ولفت إلى أن القرارات كلها أمنية بسبب وجود هواجس وتوتر لدى النظام السياسي من وجود أي تجمعات، خاصة إذا كانت في المساجد التي كانت موطنا لكل التحركات والثورات الشعبية في تاريخ مصر الحديث.

لا مبرّر

بدوره رأى الكاتب الصحفي طه خليفة في حديث للجزيرة مباشر أنه لا يوجد أي مبرر منطقي لغلق المساجد ليلًا ومنع الاعتكاف والتهجد، فلا أحد في مصر الآن تشغله كورونا أو التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات.

وأضاف أن الهاجس الأمني مبالغ فيه أيضًا والمخاوف من تجمع بعض الناس في الصلوات أو في غيرها غير مبررة، فالناس في مصر الآن لا تتحدث في السياسة أصلًا، والمزاج العام غير مهيّأ أو غير راغب في حدوث احتجاجات واسعة أو قلاقل أو محاولة هزّ الاستقرار الموجود الآن.

المصدر : الجزيرة مباشر