سفير روسي ردا على اتهام بلاده بارتكاب جرائم حرب: كيف ينظر العالم إلى ما فعلته أمريكا في العراق؟ (فيديو)

وصف السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا بـ”المتوازنة والرامية لتعزيز المصالح الوطنية” مشيرًا إلى أن الدعاية الغربية والاتهامات الموجهة لموسكو بارتكاب جرائم ضد المدنيين أو التلويح بعزمها استخدام الأسلحة الكيميائية لا تختلف عما فعلته الولايات المتحدة إبان حكم صدام حسين للعراق.

وقال روداكوف خلال مقابلة مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، الثلاثاء، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء عملية عسكرية في أوكرانيا “كان ضروريًا لأن نظام كييف استمر في العدوان لمدة 8 سنوات ومارس التمييز العنصري ضد المتحدثين باللغة الروسية”.

وأضاف “فاض الكأس مع نزعة أوكرانيا لامتلاك سلاح نووي بدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو)”.

وردًا على سؤال بشان موعد انتهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا، أوضح السفير الروسي أن التحركات الروسية “مرتبطة بتحقيق أهدافها المعلنة على الأرض والتي لا تتعرض للمدنيين”.

وأكد أن روسيا لا تسعى للسيطرة على الحكومة الأوكرانية أو احتلال البلاد.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى موقف موسكو خلال الجلسة الاستثنائية لمجلس الأمن، قائلًا “قرار روسيا كان منظمًا، واستعرضت العديد من الجهات المختصة تحليلاتنا لا سيما أن العملية العسكرية تسير على قدم وساق وفق قوانين الأمم المتحدة”.

وتابع تعليقًا على رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للعمليات العسكرية ودعوته لفتح باب المفاوضات “الاتحاد الروسي يشد على يد المفاوضين ولا يوجد أي عائق يمنع لقاء الرئيس الروسي مع نظيره الأوكراني” مضيفًا أن “السلطة الأوكرانية أخلّت باتفاق منيسك، والآن وبعد بدء العملية العسكرية تجري بين الطرفين جولات من أجل التوصل إلى اتفاق”.

وفي السياق، شدّد على أن الحكومة الروسية “لا ترفض لقاء الرئيسين” (الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينيسكي) لكن بشرط أن تكون هناك محاور واضحة للتفاوض عليها”.

ولفت إلى أن هناك العديد من الملفات “الشائكة التي لم تُحسم بعد”.

وعن ارتكاب روسيا جرائم حرب في عدد من المدن الأوكرانية، تساءل السفير الروسي “كيف ينظر العالم إلى ما حدث في العراق أو ليبيا؟ هناك ازدواجية في المعايير لأن يدي كونداليزا رايس ملطختان بالدم عام 2003 بسبب ما فعلته أمريكا بالعراق”.

وأردف “الدول الغربية تنسى الماضي وتركز فقط على ما يحدث في أوكرانيا رغم أنها عملية عسكرية تهدف إلى نزع السلاح ووقف الخطاب النازي ضد المتحدثين باللغة الروسية”.

وتابع “كل دولة لديها مصالحها الوطنية، وهناك دول غربية تقترب من حدودنا وعلينا أن ندافع عن بلادنا”.

وفي السياق، أشار روداكوف إلى أن أهداف روسيا “بسيطة وواضحة” حيث يجب أن تكون حكومة كييف على الحياد واعتبار شبه جزيرة القرم مستقلة لا سيما أن الحروب تختلف عن بعضها”.

وأضاف “هناك حروب هدفها الاجتياح والدمار وحروب أخرى تسعى لتعزيز المصالح الوطنية”.

ورفض السفير الروسي اعتبار أن نزوح المدنيين من أوكرانيا هو “الأكبر” في أوربا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى العدوان الذي تعرضت له يوغوسلافيا على يد الولايات المتحدة واستهدافها المدارس والمستشفيات مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة.

وأكد خلال حديثه حول احتمال استخدام روسيا للأسلحة كيميائية في أوكرانيا “كنا شهودًا على الاتهامات التي وجهتها الدول الغربية إلى الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية، واكتشفنا أن الأمر كله “مسرحية” لا سيما أن منظمة حظر الأسلحة الكيمائية لم تُصدّق على ذلك”.

وتابع “الوضع في أوكرانيا يشبه ما حدث في العراق، ونرى نفس البروباغندا (الدعاية) التي استُخدِمت من قبل”.

وعن مسار المفاوضات، قال “توصلنا إلى العديد من نقاط الاتفاق مع كييف حول المسارات الآمنة وخروج المدنيين من أوكرانيا لكن هذه النقاط لم يتم الإعلان عنها” مضيفًا أن “روسيا تُرحب بالوساطة الدولية لكن لا يمكننا أن نقبل وسيطًا فرض علينا عقوبات دولية”.

وشدد روداكوف على أن “روسيا لا تخشى العقوبات” مضيفًا “نعمل الآن لتخفيف وطأة هذه العقوبات ونشجع على المشاريع المحلية لا سيما أن العقوبات لن تضر روسيا وحدها بل ستطال العديد من الدول أيضًا”.

وأوضح “هناك شركات هربت من الاتحاد الروسي لكن هناك شركات لا تزال موجودة، والاقتصاد يمكنه التعافي رغم العقوبات القاسية والموجعة ولا نشعر بالعزلة” مؤكدًا أن 30 دولة فقط شاركت في العقوبات ضد روسيا.

وفي السياق، نوّه السفير الروسي إلى أن “70% من الروس يدعمون بوتين ويدعمون العملية العسكرية في أوكرانيا”.

وتابع “من الصعب أن نحدد إمكانية استغناء دول أوربا عن النفط الروسي، وقرار حظر النفط هو أمر خطير لأنه يوجه ضربة قوية إلى العديد من المشاريع الحيوية في أوربا”.

وتتصاعد العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا في ظل محاولات إجلاء المدنيين وتوفير مسارات آمنة، واستمر القصف على عدة مدن مثل كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا وميكولايف.

المصدر : الجزيرة مباشر