داخل “مخيمات الطين” يصحون والناس نيام.. نازحو سوريا في مواجهة ثالث عاصفة ثلجية (فيديو)

الطفل السوري فواز يوجه رسالة إلى العالم (الدفاع المدني السوري)

تضرب عاصفة ثلجية هي الثالثة هذا العام مناطق الشمال السوري مما يفاقهم من مأساة مئات الآلاف من النازحين في المخيمات.

وفي مقطع فيديو نشره حساب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، تقول أم عمار والتي أُجبرت على ترك منزلها بريف حلب الجنوبي بسبب قصف النظام السوري وروسيا “بحياتنا ما شفنا مثل هذه السنة، والله متنا. أول أمس اقتلع الهواء الشديد خيمتنا واليوم ثلج ما نقدر نقعد ولا ننام”.

وتضيف المسنّة ذات الـ 65 عاما “صرنا نخاف إذا نزل علينا الثلج أو المطر، صار قدوم الخير مأساة حقيقية تمر علينا”.

“بدنا نرجع”

أما الطفل فواز فقد اختار توجيه رسالة إلى ضمير العالم من خلال الثلج الذي غطى خيمته فكتب “بدنا نرجع”، ليعبر عن حال غيره من الأطفال النازحين الذين يعانون ويلات البرد القارس.

المخيمات ليست وطنًا

من حق هؤلاء الأطفال أن يلعبوا في الثلج مثل كل أطفال العالم، ولكن من حقهم أيضًا العودة لحياتهم في منازلهم ولمدارسهم التي هُجروا منها بسبب النظام السوري وحليفه الروسي.

هذه المخيمات المسماه بـ “مخيمات الطين” ليست وطنًا لهؤلاء الصغار.

أما هذه الصغيرة، فهي تختلس النظر للثلج من خلف أقمشة خيمتها المهترئة، علّها تحمي نفسها من الأجواء الباردة.

هكذا يعيش أطفال المخيمات في شمال غربي سوريا، وفق الخوذ البيضاء.

وبدأت الثلوج بالتساقط على مناطق ريف حلب الشمالي منذ أيام مما أدى لانقطاع بعض الطرقات وخصوصًا الجبلية منها، بحسب الدفاع المدني السوري.

وتتضاعف حاجة النازحين للرعاية الصحية مع انخفاض درجات الحرارة، وتقوم متطوعات بالدفاع المدني السوري بزيارة المخيمات وتقديم الرعاية الطبية لمن يحتاجها وخاصة كبار السن والأطفال كونهم الأكثر تأثرًا بانخفاض درجات الحرارة، في ظل شحّ مواد التدفئة وصعوبة الوصول إلى المستشفيات بسبب تراكم الثلوج.

وكانت كاميرا الجزيرة مباشر رصدت الأوضاع الإنسانية للنازحين في مخيم قسطون في منطقة سرمدا الجبلية في ظل تساقط الثلوج وهطول الأمطار، إذ لم تصل المياه إلى المخيم منذ يومين بسبب وعورة الطريق وسوء الأحوال الجوية.

ويجد سكان المخيم -المقام على قمة جبلية- أنفسهم في ظروف قاسية مع كل منخفض جوي، إذ تتطاير خيامهم ويتسرب الماء إلى داخلها كونها مهترئة.

ولا يختلف الوضع كثيرًا بمخيم قبة شمرا في سهل عكار شمالي لبنان، حيث يعاني اللاجئون السوريون نفس معاناة نازحي الداخل في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل