“أنا قادم أيها الضوء”.. وفاة الطبيب والصحفي المصري محمد أبو الغيط بعد صراع مع السرطان

الصحفي المصري الراحل محمد أبو الغيط (فيسبوك)

توفي، صباح اليوم الاثنين، الطبيب والكاتب والصحفي الاستقصائي المصري الشاب محمد أبو الغيط (34 عاما) بعد صراع مع مرض السرطان.

وكان محمد قد فقد الوعي ودخل في غيبوبة منذ يومين، ثم أعلنت زوجته إسراء شهاب وفاته صباح اليوم عبر حسابها الشخصي، وسط حالة من الحزن سادت محبيه وأصدقاءه على منصات التواصل.

ومحمد أبو الغيط هو طبيب وصحفي، ويعد من أبرز الكتاب في مجال الصحافة الاستقصائية على مستوى مصر والوطن العربي ونال جوائز عديدة، وهو أيضًا من أبرز الناشطين الاجتماعيين.

شملت تغطياته الاستقصائية في العالم قضايا تجارة السلاح الدولية وانتهاكات حقوق الإنسان والتحقيقات في الفساد وتتبع الأموال. وعمل مدققًا للحقائق وأشرف على إنتاج تحقيقات ودرَّب صحفيين لصالح عدة مؤسسات.

كما عمل في مجال الإنتاج التلفزيوني لقنوات عربية ودولية، وكذلك عمل مذيع راديو، وكرمه منتدى إعلام مصر في دورته الأخيرة، لإسهاماته العديدة في المجال الصحفي وقصته الملهمة، لكنه لم يتمكن من الحضور لظروفه الصحية.

“أنا قادم أيها الضوء”

وجاءت وفاة محمد بعد أيام من الإعلان عن كتابه الأحدث “أنا قادم أيها الضوء” الذي ستصدره دار الشروق للنشر قريبًا. ويحمل الكتاب “روح المقاتل وعزيمة المثابر وحكمة المتأمل” لا يحكي فيه محمد أبو الغيط عن المعركة الشرسة بينه وبين السرطان فقط، بل يحكي عن عشرات التفاصيل في جوانب الحياة المختلفة.

ونشرت دار الشروق جزءًا من فصل في الكتاب بعنوان “لماذا أكتب؟” جاء فيه “أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة من بعدي؟ الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي.. هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا”.

ابن الصعيد “الراقي”

ونعت نقابة أطباء مصر محمد أبو الغيط وأضافت “برغم رحيله شابًّا إلا أنه ترك تاريخًا من المواقف والكتابات الموضوعية والتحقيقات الاستقصائية كفيلة ببقائه حيًّا في قلوب قرائه”.

وبينما كان محمد يرقد في غيبوبة، كتبت النقابة أمس “شاب في أوائل الثلاثينات من عمره. مسقط رأسه قلب الصعيد أسيوط، درس بها الطب وتخرج فيها ثم عمل بمستشفيات القاهرة”.

وأضافت “ربما هموم مهنة الطب وأوجاع وآلام المرضى هي التي دعمت موهبته وأمدت قلمه زادًا ليتميز كاتبًا وصحفيًّا، يحكي ويناقش مشكلات الطب ومآسي المرضى، يزداد قلبه رقيًّا وعقله إدراكًا، فيتسع كلاهما لمزيد من المكلومين والمظلومين، ويتوسع قلمه ليستقصي الحق والحقيقة، يدافع عن المظلومين ويكشف الفاسدين”.

وكان منتدى مصر للإعلام الذي أقيم الأسبوع الماضي، قد شهد تكريم إدارة المنتدى لمحمد أبو الغيظ الذي أرسل كلمة مؤثرة بالفيديو وهو على سرير المرض.

وقال محمد خلال كلمته “داهمني الخبيث بتدهور جديد، ولا يعزيني في تلك الظروف، إلا تواصل قلوب لا يحده حدود. الصحة تاج على رؤوس الأصحاء فحافظوا عليها واستمعوا جيدا لصوت أجسادكم فلا تتركوها ضحية لأمراض العظام والتوتر”.

“وردتي البيضاء الخارقة”

أما عن آخر ما سطره محمد عبر صفحاته قبل أيام فكان الجزء الثاني من قصة “وردتي البيضاء الخارقة”، وكان آخر ما فيها “لا أحد يفهم بالضبط جوانب عديدة من فيزياء الكم، تجعلها أقرب لتلك المساحة الرمادية بين العلم و(الغيب)”.

وختمها موجهًا كلامه إلى طفله يحيى “وفي تلك المساحة أعرف أنه ستظل تلك الطاقة من حبي تحيط بك وبأمك سواء كنت أنظر إليكما بعيناي، أو أنظر إليكما بعيون كل ذلك الكون الفسيح الجميل”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + مواقع وصحف مصرية