مونديال قطر.. نسخة من كأس العالم كسرت الأرقام القياسية وانتهت بمسك ختام أسطوري

اللقب يقضي يومه الأول مع راقصي منتخب التانغو الأرجنتيني (فيفا)

توقّع الكثيرون أن لا تكون نسخة كأس العالم فيفا قطر 2022 مثل غيرها، فهي الأولى التي يستضيفها الشرق الأوسط، والأولى التي تدور رحاها في شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، والأولى التي تجري في مساحة جغرافية صغيرة كهذه.

كل تلك العوامل جعلت مونديال قطر 2022 نسخة تعد بالكثير من المفاجآت لمهرجان كروي تعشقه الملايين، وفق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

تسونامي كروي استثنائي

وبالنظر إلى أن عدد سكان قطر لا يتجاوز 3 ملايين نسمة، ووقوع الملاعب في دائرة لا يتجاوز قطرها 55 كيلومترًا، فقد كان من المشروع طرح أسئلة عن قدرة قطر وبنيتها التحتية على التعامل مع هذه الموجة الهائلة من الزوار. كما شكك آخرون فيما سيكون عليه مستوى كرة القدم داخل المستطيل الأخضر، بالنظر إلى قصر مدة التحضيرات، وكون البطولة تجري في ذروة الدوريات المحلية.

وقد تبددت هذه المخاوف بتسونامي كروي استثنائي، وتنظيم لا تشوبه شائبة وأجواء مرحبة، وشغف فريد باللعبة الجميلة عمّ الملاعب والشوارع، حتى إن النجم الألماني يورغن كلينسمان وصف البطولة بأنها نسخة من “كأس العالم منظمة لدرجة الكمال”، ولم يكن جياني إنفانتينو -رئيس الفيفا- وحده من وصفها بأنها “الأفضل على الإطلاق”.

المتوّجون بالميداليات

  • البطل: الأرجنتين.
  • الوصيف: فرنسا.
  • المركز الثالث: كرواتيا.

الفائزون بجوائز البطولة

  • كرة أديداس الذهبية: ليونيل ميسي (الأرجنتين).
  • الحذاء الذهبي: كيليان مبابي (فرنسا).
  • القفاز الذهبي: إميليانو مارتينيز (الأرجنتين).
  • أفضل لاعب شاب: إنزو فرنانديز (الأرجنتين).

منتخبات استثنائية

  • الأرجنتين:

من منتخب غير مرشّح بقوة لنيل اللقب العالمي إلى فريق متوّج باللقب الأغلى في العالم، كانت رحلة الألبيسيليستي استثنائية بكل ما للكلمة من معنى. فبعد هزيمته في مباراته الأولى أمام المنتخب السعودي، كان قليلا من توقعوا أن تتمكن الأرجنتين من التعافي وتحويل حلم داعب مخيلتها منذ سنوات طويلة إلى حقيقة بعد مشوار فريد حافل.

أما بالنسبة إلى كابتن الفريق ونجمه الأوحد، ميسي. فلم يعد هناك من كلمات تصف حجم الإنجاز، إذ تحوّل إلى أسطورة تجاوزت حدود الأرجنتين، ووصلت إلى أصقاع الأرض قاطبة، ليتحوّل إلى الاسم المفضل لدى جماهير المستديرة الساحرة ويُحقق في النهاية الهدف المنشود برفع الكأس الذهبية.

  • المغرب:

تطلّب الأمر 88 سنة من المحاولات، حتى يتمكن منتخب أفريقي من بلوغ نصف نهائي كأس العالم. استهلّ أسود الأطلس مشوارهم بكسر شوكة بلجيكا في مرحلة المجموعات وسط تألق كوكبة من اللاعبين، يتقدمهم الحارس ياسين بونو واللاعبون أشرف حكيمي وحكيم زياش ويوسف النصيري.

ثم أذهلوا العالم بإقصاء إسبانيا في ثُمن النهائي والبرتغال في ربع النهائي، وشكّلوا خصمًا حقيقيًّا للمنتخب الفرنسي في نصف النهائي قبل الهزيمة في مباراة ندية أمام كرواتيا لتحديد صاحب الميدالية البرونزية.

الركراكي وبونو (فيفا)
  • كرواتيا:

لا يختلف اثنان على أن ما يحققه المنتخب الكرواتي هو من أكبر قصص النجاح الكروي في تاريخ كأس العالم، فهي دولة لا يزيد عدد سكانها على أربعة ملايين شخص وتمكن منتخبها من احتلال المركزين الثاني والثالث في نسختين متتاليتين من البطولة.

ورغم أن المدرب زلاتكو داليتش خسر العديد من اللاعبين الأساسيين الذين أوصلوا المنتخب لنهائي 2018، وعلى رأسهم دانييل سوباشيتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندجوكيتش، فإن نجومًا آخرين ظهروا على المشهد ولا سيما دومينيك ليفاكوفيتش وجوسكو جفارديول ليستكملوا كتيبة موهوبة استقت إلهامها من لوكا مودريتش.

أما أبرز إنجازات كرواتيا في البطولة فيتمثل بإقصاء البرازيل من الطريق إلى نيل المركز الثالث.

  • اليابان:

السؤال الأوحد على كل لسان بخصوص المجموعة الخامسة قبل انطلاق البطولة كان من سيفوز بصدارة ترتيبها؟ هل سيكون المنتخب الألماني صاحب اللقب العالمي أربع مرات، أم العملاق الإسباني؟ إلا أن المنتخب الياباني سخر من كل المحللين وتمكن من احتلال المركز الأول بجدارة.

كما أصبح محاربو الساموراي ثالث فريق في تاريخ البطولة والأول منذ أن قامت بذلك ألمانيا الغربية عام 1970، يفوز بمباراتين بعد أن كان متأخرًا بالنتيجة في نهاية الشوط الأول.

فرحة لاعبي المنتخب الياباني بالتأهل لدور ثمن النهائي في كأس العالم (غيتي)

إنجازات فردية

ليونيل ميسي: أرقام قياسية على المستويين الوطني والعالمي، سطّرها هذا الأسطورة بحروف من ذهب في مونديال قطر. إليكم التفاصيل من هنا (ميسي ساحر الأرجنتين.. أهداف وإحصاءات وأبرز لقطات بمسيرته الذهبية).

كيليان مبابي: برصيد ثمانية أهداف من سبع مباريات، حصد القناص الفرنسي أفضل غلة تهديفية في كأس العالم منذ أن سجّل رونالدو نفس العدد من الأهداف في نسخة 2002.

كذلك، أصبح خامس لاعب في تاريخ البطولة يهزّ الشباك في نسختين من مباراة الحسم، والأول الذي يحصد ثلاثية شخصية في موقعة الحسم منذ جيوف هورست عام 1966، وبرصيد أربعة أهداف في مباراتي النهائي عامي 2018 و2022، كرّس مبابي نفسه ليكون اللاعب الأفضل تهديفيًّا في تاريخ موقعة الحسم.

ليونيل سكالوني: بعمر الـ44 عامًا، أصبح هذا الأرجنتيني أصغر مدرب يفوز بكأس العالم، منذ ابن بلاده سيزار لويس مينوتي الذي كان يبلغ 39 عامًا في نسخة 1978.

ياسين بونو: أصبح هذا البطل المغربي أول حارس أفريقي يحافظ على شباكه نظيفة في ثلاث مباريات بنسخة واحدة من كأس العالم.

أوليفييه جيرو: انضمّ هذا اللاعب الفرنسي المتألق إلى تشكيلة منتخب الديكة في المراحل الأخيرة من الاستعدادات للبطولة نتيجة الإصابة التي لحقت بكريم بنزيما، ليُثبت علوّ كعبه منذ المباراة الأولى، ويسجّل إجمالي أربعة أهداف ويعزز بذلك رصيده من الأهداف مع المنتخب إلى 53 متقدمًا باثنين على الرقم القياسي السابق المسجل باسم تيري هنري (51).

نيمار: رغم أن مشوار البطولة انتهى بدموع غزيرة من النجم البرازيلي صاحب القميص رقم 10، فإنه عادل الرقم القياسي الذي يحتفظ به بيليه بعدد الأهداف لصالح السيليساو والبالغ 77 هدفًا.

حسرة نيمار بعد الخروج من مونديال قطر
حسرة نيمار بعد الخروج من مونديال قطر (غيتي)

هوجو لوريس: تمكن كابتن المنتخب الفرنسي من تخطي ليليان تورام -الذي خاض 142 مباراة دولية- على قائمة اللاعبين الأكثر تمثيلًا لبلادهم على الإطلاق، وأصبح أول حارس يحقق 20 مباراة في كأس العالم.

هاري كين: بحصده هدفيه الدوليين رقمي 52 و53، أصبح في جعبة كابتن المنتخب الإنجليزي نفس العدد من الأهداف التي حصدها واين روني ليتقاسم النجمان حاليًّا المركز الأول على قائمة أفضل هداف منتخب الأسود الثلاثة.

 غونسالو راموس: أصبح النجم البرتغالي الصاعد أول لاعب يسجل ثلاثية شخصية في أول مباراة له على الإطلاق في كأس العالم منذ أن حقق ذلك ميروسلاف كلوزه عام 2002. كما يُشهد له بأنه صاحب أول ثلاثية شخصية في أدوار خروج المغلوب منذ أن قام بذلك توماس سكوهارفي إيطاليا 1990.

إيفان بيريشتش: سجّل بيريستش هدفًا وصنع آخر لكرواتيا، أي أنه حصد ستة أهداف وصنع خمسة على مدى ثلاث نسخ من كأس العالم. ولا يسبقه في الانخراط المباشر بعدد أكبر من الأهداف في نفس الفترة سوى الساحر ليونيل ميسي (21).

المصدر : الجزيرة مباشر + موقع الفيفا