تعرف على المبادرات الصحية المطبقة خلال مونديال قطر 2022 (فيديو)

وصفت منظمة الصحة العالمية مونديال قطر بـ”المونديال الصحي”، إذ يتم لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم التعاون بين المنظمة والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ووزارة الصحة في قطر بالإضافة إلى اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي تشرف على تنظيم البطولة.

ويهدف التعاون بين هذه الجهات إلى استثمار البطولة، التي يتابعها الملايين حول الأرض، في التوعية الصحية من خلال عدة مبادرات صحية وأيضًا عبر تطبيق إجراءات فعلية في الملاعب التي تقام عليها مباريات البطولة والمرافق المستخدمة من قبل الجمهور.

وفي لقاء الجزيرة مباشر، سلط الدكتور يوسف المسلماني المتحدث الرسمي باسم قطاع الرعاية الصحية لكأس العالم الضوء على مبادرات النشاط البدني وأنماط الحياة الصحية خلال مونديال قطر.

وأوضح المسلماني أنه تم توقع اتفاقية بين الشركاء الأربعة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 وتمتد لثلاث سنوات وهو ما يترجم كلمة إرث المقصودة في أهداف المونديال، فهي ليست معنية بالبطولة فقط بل تهدف إلى المزج بين الرياضة والصحة والاستفادة من خبرات المنظمين من داخل وخارج قطر بالإضافة إلى خبرات المشجعين.

بدوره، قال الدكتور أيوب الجوالدة المستشار الإقليمي للتغذية بمنظمة الصحة العالمية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط إن المبادرة تجسد شراكة عالمية فريدة للنهوض بالصحة.

وأضاف أن التاريخ سيسجل لهذه البطولة أول إرث للرياضة والصحة معا، وهو حدث تاريخي يهدف لحماية المشجعين ولاعبي المونديال عن طريق منع التبغ والكحول وتشجيع النشاط البدني.

وأشار إلى أن جميع الدول المنظمة للفعاليات الرياضية الكبرى سوف تتبنى قصة نجاح المونديال، مضيفًا أن ما كان حلم أصبح حقيقة وأصبح من الممكن تفادي عوامل الخطورة للأمراض المزمنة الناتجة عن تعاطي التبغ واستهلاك الكحول والنظام الغذائي غير الصحي والخمول والتي تؤدي إلى ما يقرب من 68 ألف وفاة سنويا في شرق المتوسط وحوالي 74 ألف وفاة عالميا.

وذكر الجوالدة أن هناك العديد من الأبحاث والدلائل التي تثبت علاقة الرياضة بالصحة، ولكن لم يسبق أن تم تطبيقها بشكل علمي في الفعاليات الرياضية الكبرى، وهو ما قامت به قطر لتعريف الناس بالارتباط الوثيق بين الرياضة والصحة البدنية والنفسية.

الدمج بين التنمية البشرية والرياضة

أما سعيد رزكي لاعب المنتخب المغربي السابق فأشار إلى أن قطر كانت من الدول الرائدة التي دمجت بين التنمية البشرية والرياضة، فالرياضة معنية بتنمية البشر وهذا ما حرصت عليه الدولة في مونديال هذا العام.

كما قدمت الدولة العديد من الإشارات إلى الفيفا ومنظمة الصحة ليصبح المونديال حدثًا رياضيًا صحيًا تتبناه الدول في تنظيم الفعاليات مستقبلًا.

وأضاف رزكي أن قطر تنفرد كدولة عربية بوضع الشباب على المسار الصحيح، فالأجيال الناشئة عادة ما يبحثون عن السر وراء تألق اللاعبين ويسعون وراء الخطى التي يسير عليها النجوم، ومن أهمها التغذية السليمة والتدريبات والانخراط في الحياة الصحية وهي خطوات تدخل في الإرث المستقبلي.

وشدد اللاعب السابق على أن الرياضة ليست وسيلة للترفيه فقط، بل أداة لتنمية المجتمع، ومن أهم الإشارات الدالة على ذلك هي عدم فصل المجال التعليمي عن المجال الرياضي، وهو ما حرصت عليه الدولة المنظمة عندما قامت ببناء ملعب المدينة التعليمية وسط الحرم التعليمي.

أربعة نشاطات قائمة حاليًا

وفي نفس السياق صرح الدكتور المسلماني بأن هناك أربعة نشاطات قائمة حاليًا خلال فعاليات كأس العالم أولها الفرق التي تحرص على تطبيق قرار منع التبغ، فضلا عن مبادرة مراقبة الأغذية داخل الملاعب والمطاعم والفنادق من قبل فرق الصحة والوقاية التي تعمل على فحص الأغذية قبل تناولها لتفادي حالات التسمم وغيرها.

بالإضافة إلى المبادرة التي تنفذ خارج الملاعب وهي مبادرة “طاولة الصحية النفسية” وهي عبارة عن 32 طاولة ترمز لعدد الدول المشاركة موجودة في 8 ملاعب تهدف إلى تشجيع الناس وتثقيف الجمهور بأهمية الصحة النفسية.

“الصحة قول وعمل”

وأخيرًا مبادرة اليوم الرياضي بمشاركة منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة القطرية التي تمت في يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحت عنوان “الصحة قول وعمل” والتي شاركت فيها المؤسسات الأربعة، فضلا عن 350 متطوعا.

وقال الدكتور أيوب الجوالدة إنه عند تطبيق أي قانون يخص الصحة لابد من وجود موافقة سياسية وقيادة دولية وجهة تتبنى مثل هذه المبادرات على غرار قطر.

وأوضح أن التحدي الأكبر أمام منظمة الصحة كان منع التبغ والكحول وتحديد النظام الغذائي المفيد، وبالفعل كانت دولة قطر رائدة في تطبيق هذا القانون وحققت ما كان مستحيلًا.

ووفقًا للدكتور أيوب فإنه يمكن توفير 35 مليار دولار بحلول عام 2030 في حالة الوقاية من الأمراض، وأضاف أن استثمار دولار واحد في الوقاية يقابله إنفاق 7 دولارات في العلاج.

وأشار الجوالدة إلى أهمية دمج الأمراض غير السارية في السياسات العامة للدول على غرار النظام الغذائي غير الصحي والتدخين والكحول والتلوث بشكل عام، أو فرض غرامات ومنعه في الأماكن العامة، وذلك لتجنب أمراض القلب والسرطانات والالتهابات الرئوية فضلا عن مشاكل الصحة النفسية.

المصدر : الجزيرة مباشر