إسطنبول.. المدينة الرائعة (إعلان)

أورتاكوي- إسطنبول

بتراثها التاريخي الممتد لآلاف السنوات والآفاق الأخاذة للمدينة المتمثلة في عروض ثقافية نابضة بالحياة ومأكولات شهية وغيرها، تُعَد إسطنبول وجهة مضمونة لإسعاد طيف واسع من زوارها.

فلطالما كانت إسطنبول بمثابة مفترق طرق مزدحم يجمع بين الثقافة المعاصرة والتقاليد الراسخة، كونها عاصمة لبعض أعظم الإمبراطوريات في تاريخ العصور الرومانية الشرقية والعصر العثماني.

قديمة متجددة

لاشك أن أفضل مكان لبدء استكشاف هذا الكنز الدفين هو شبه الجزيرة التاريخية التي تُعَد المركز الاجتماعي والسياسي للإمبراطوريتين الرومانية الشرقية والعثمانية.

ستجد بعض المعالم التي يجب مشاهدتها على مسافة قريبة من بعضها البعض، من أول القباب الشهيرة لمسجد آيا صوفيا الكبير إلى المآذن الكبرى لمسجد السلطان أحمد الذي سُميت المنطقة باسمه، والمعروف أيضًا باسم المسجد الأزرق.

مسجد آيا صوفيا- إسطنبول

وفي الوقت نفسه، فإن قصر توبكابي -المقر السابق للسلاطين العثمانيين- يمنح الزائرين فرصة لاكتشاف روعة بلاط الإمبراطورية والجمال الغامض لغرف السلطان الخاصة والمعروفة باسم “الحرملك” (harem). وفي الأثناء، ربما ترغب في أخذ قسط من الراحة وتناول وجبة خفيفة في المطعم الموجود داخل القصر والاستمتاع بإطلالة جميلة على البحر.

وعلى بعد 5 دقائق فقط سيرًا على الأقدام، ستأخذك أعماق الأرض إلى صهريج بازيليك الغامض (Yerebatan Sarnıcı) الذي يعود إلى القرن السادس، وهو موقع تراثي قديم كان بمثابة موقع للعديد من أفلام هوليوود الشهيرة منها، فيلم جيمس بوند الكلاسيكي لعام 1963 (من روسيا مع الحب) ونسخته العصرية عام 2016 إنفيرنو (Inferno) بطولة توم هانكس.

جسر البوسفور ليلًا- إسطنبول

حي غَلَطة المذهل

وعبر الممر المائي للقرن الذهبي مباشرة، تجد برج غَلَطة الذي شُيّد عام 1348م، وكان يمثل أطول مبنى في المدينة لمعظم تاريخها.

واليوم، لا يزال البرج يوفر إطلالة رائعة بزاوية 360 درجة على المدينة، كما يقع ملاصقًا لما يعرف بنُزُل الدراويش (Galata Mevlevihanesi) أصحاب الدوامة الشهيرة، حيث أقاموا احتفالاتهم منذ القرن الخامس عشر، ويمكن للزوار مشاهدة عرضهم الروحي كل يوم أحد.

برج غَلَطة

وبمجرد الخروج من هذه الساحة الغامضة، توقّع الانجذاب فورًا إلى قلب الحياة المعاصرة للمدينة مع مجموعة واسعة من المقاهي واستوديوهات المصممين والمعارض الفنية التي تصطف على جانبي الشوارع المرصوفة بالحصى في المنطقة المحيطة.

حان وقت الاسترخاء

وفي خضم المشاهد والأصوات التي تراها وتسمعها أثناء استكشافك لهذا المركز النابض بالحياة من العالم، ربما تجد نفسك بعد وقت قصير في حاجة إلى القليل من الرعاية الذاتية.

ولحسن الحظ، المساعدة بين يديك، إذ تمتلئ المدينة بعدد لا يُحصى من الحمامات التركية التاريخية التي تمثل وسيلة فريدة وتقليدية للاسترخاء. وباعتبارها أحد طقوس التطهير التي التُزم بها منذ آلاف السنوات، فهذه الحمامات أكثر من مجرد طريقة تقليدية لتنظيف الجسم جيدًا، فهي بمثابة منشط طبيعي لمواجهة الحياة الحديثة.

البازار الكبير- إسطنبول

عاصمة للفنون والثقافة

وإسطنبول موطن لتدفق مستمر من المصممين والفنانين الموهوبين الصاعدين، ويعرض الجانب المعاصر منها الفنون والأزياء المذهلة، فضلًا عن التصميم المستوحى من تراث المدينة الذي يجمع بين التراث التاريخي والمعاصر لكل من آسيا وأوربا.

ولمشاهدة أعمال أفضل الفنانين المعاصرين في تركيا، فمعرض إسطنبول الحديثة (İstanbul Modern) هو المكان المناسب للبدء، ولكن تأكد من اطلاعك على المعروض حاليًا في أماكن أخرى من المدينة، إذ تقدّم إسطنبول دورة فنية مؤقتة لمدة عام للمعارض ومهرجانات الأفلام وعروض الجاز والفنون المسرحية وغيرها، وتستطيع حضور هذه الفعاليات في أماكن مختلفة من أول صالات العرض المعاصرة إلى الكاتدرائيات التي يعود تاريخها إلى ألف عام.

متحف بيرا- إسطنبول

فبالإضافة إلى الأماكن الكلاسيكية -مثل قصرَي توب كابي ودولمة بهشة- بدأت المتاحف الحديثة بالظهور في كل زاوية. ومن بينها، يوفر متحف البراءة (Masumiyet Müzesi) رحلة أدبية عبر تاريخ المدينة الحديث، في حين يقدّم متحف إسطنبول للألعاب (Toy Museum) لمحة عن المدينة من خلال عيون أطفالها عبر الأجيال.

إذا كنت محظوظًا بما يكفي لأن تتزامن رحلتك مع معرض الفن المعاصر (İstanbul Biennial)، والذي يقام كل عامين، فيمكنك التطلع إلى مجموعة من المعارض الفنية للفنانين الواعدين في جميع أنحاء المدينة، كما يستمتع هواة الفن أيضًا بمعرض إسطنبول السنوي المعاصر (Contemporary İstanbul) الذي يمثل حدثا رئيسيًّا يحضره بشغف كبار الفنانين والرعاة وهواة الثقافة على حد سواء.

حي بلاط في إسطنبول

استكشف الجوار

كل حي في اسطنبول له سحره الخاص، حيث يمتلئ حيّا (كاراكوي) و(مودا) بالبارات والمقاهي والمطاعم العصرية، في حين يفيض (بلاط) و(فنر) بالسحر التاريخي، ويقدّم كل من (نيشان تاشي) و(إشيلي) فرصًا عظيمة للتسوق.

خذ يومًا للخروج من المسار السياحي، واستكشف الأسواق الرئيسية والمتاجر العتيقة ومحلات التحف واستوديوهات الحرفيين في هذه المناطق الفريدة وغيرها. يمكنك الاختيار بين مقاهي القهوة التقليدية التي تبيع القهوة والشاي التركي، ومحامص القهوة العصرية التي تقدّم أنواع القهوة الساخنة والباردة ذات الرغوة.

نيشان تاشي إسطنبول

أحياء راقية

أصبح العديد من قرى الصيد القديمة التي تصطف على ضفاف مضيق البوسفور أحياء عصرية راقية يذهب إليها مجتمع إسطنبول، وتشتهر أحياء مثل (بيبك) و(كوروتشيشمي) و(أرنافوتكوي) بالقصور العثمانية الفخمة المطلة على البحر.

وأثناء النهار، توفر هذه الأماكن الخلابة فرصًا كثيرة للاسترخاء وأماكن تناول الطعام، ثم تتحول في الليل إلى مناطق احتفالية.

لمحة من حياة الريف

ولا تقتصر مباهج إسطنبول على ضفاف البوسفور، حيث تأخذ جولة العبّارة الممتعة الزوار إلى جزر الأميرات التي لطالما اعتبرها السكان ملاذًا رائعًا عن حياة المدينة. وفي يوم صافٍ من على ساحل بحر مرمرة، تستطيع رؤية جزر الأميرات التي هي مجموعة من 9 جزر صغيرة زارها الكثير من الشخصيات المعروفة عبر التاريخ.

ويمكن لزوار الجزر الاستمتاع بالسير في الشوارع المرصوفة بالحصى التي تصطف على جانبيها القصور التاريخية مع الزهور الملونة بعيدًا عن صخب المدينة، قبل الاستسلام لإغراء مطاعم المأكولات البحرية والمقاهي بطول ساحل البحر.

ولا تنسَ أن تأخذ ثوب السباحة الخاص بك معك، فهذا أفضل مكان للاستمتاع ببحر مرمرة بكل مجده لتختم رحلتك!

المصدر : الجزيرة مباشر