يهدد سكان المخيمات.. الخوذ البيضاء تحذر من سرعة تفشي الكوليرا في الشمال السوري

متطوعة من "الخوذ البيضاء" تشرح لتلاميذ في الفصل أعراض الكوليرا وطرق الوقاية منها (الدفاع المدني السوري)

حذّر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، اليوم السبت، من التفشي المتسارع لمرض الكوليرا في شمال غربي سوريا.

وقال في بيان إن “المرض يهدد حياة السكان وخاصة في المخيمات بسبب ضعف البنية التحتية وفقدان مقومات الحياة”.

وأضاف أن الظروف الصحية السيئة تجعل من المخيمات بيئة خصبة لانتشار المرض، وذلك بسبب “الحمامات المشتركة ونقص إمدادات المياه النظيفة وغياب شبكات الصرف الصحي”.

وتواصل فرق “الخوذ البيضاء” جهودها للحد من انتشار مرض الكوليرا في مناطق ريف إدلب، حيث عملت على تلبية مطالب النازحين لتجهيز شبكات للصرف الصحي.

وقالت الفرق إنها تعمل بالتعاون مع المدنيين على تجهيز شبكات الصرف الصحي لتقليل عوامل انتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا واللشمانيا وغيرهما.

وتنقل فرق الدفاع المدني (وهي هيئات غير حكومية) الحالات المشتبه في إصابتها إلى المستشفيات والمراكز الطبية، وتنظم حملات توعية للمواطنين من مخاطر المرض وطرق الوقاية منه، وأعمال التعافي المبكر المستمرة في المناطق والمخيمات.

وأعلنت وزارة الصحة السورية، الأربعاء، عن وفاة 39 شخصًا بسبب مرض الكوليرا المتفشي منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، في محافظات عدة للمرة الأولى منذ عام 2009.

وأعلنت انتشار المرض في مختلف أرجاء سوريا. كما أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أمس الجمعة، تسجيل إصابتين بالكوليرا في تجمع للنازحين السوريين في عكار شمالي لبنان.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية -في وقت سابق- من تفاقم الوضع “بشكل مقلق”، وأوردت وزارة الصحة السورية، الثلاثاء، أن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المؤكدة قد بلغ 594 إصابة موزعة على 11 محافظة من إجمالي 14 في البلاد، العدد الأكبر منها في محافظة حلب بشمال سوريا.

 

وأوضحت الوزارة في بيانها -منذ يومين- أنّ “معظم الوفيات ناتجة عن التأخّر في طلب المشورة الطبية المبكرة أو لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة”، ولم توضح ما إذا كانت إحصاءاتها تشمل الإصابات والوفيات في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة.

وأدى النزاع المستمر منذ عام 2011 إلى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.

وتظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحًّا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالبًا ما يكون سبب المرض تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وقيء.

وفي إطار الجهود للحدّ من تفشي المرض، أعلنت وزارة الزراعة السورية الأسبوع الماضي “إتلاف جميع الخضراوات التي تروى من مياه ملوثة في حلب وتؤكل نيئة”.

وبناء على تقييم سريع أجرته مع شركائها، رجّحت الأمم المتحدة أن يكون تفشي العدوى مرتبطًا بشكل أساسي بشرب مياه غير آمنة مصدرها نهر الفرات، وكذلك استخدام مياه ملوثة لري المحاصيل.

ويعتمد نحو نصف السكان في سوريا على مصادر بديلة غالبًا ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، في حين لا تتم معالجة سبعين في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

ويصيب المرض سنويًّا ما بين 1.3 مليون و4 ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفا و143 ألف شخص.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات