حقوقي فرنسي للجزيرة مباشر: موقف عمدة باريس من مونديال قطر متاجرة سياسية ونوع من النفاق (فيديو)

قال الحقوقي الفرنسي فرانسوا دي روش -رئيس منظمة حقوق وعدالة بلا حدود- إن قرار عمدة باريس بعدم إقامة مناطق للمشجعين أثناء مباريات كأس العالم قطر 2022 بذريعة انتهاك حقوق العمال “نوع من النفاق وبمثابة متاجرة سياسية”.

وأضاف دي روش خلال حديثه للجزيرة مباشر “لا أفهم أن يُمنع شخص من تشجيع منتخبه. كرة القدم هي الحياة ولا دخل لها في السياسة، لذا فإن قرار عمدة باريس (آن هيدالغو) ليس أمرا عاديا بل إنه نفاق”

وأشار إلى أن حملات مقاطعة كأس العالم قطر 2022 بحجة ملف حقوق العمال “لا معني لها”، وهي تأكيد لسياسة “الكيل بمكيالين”.

وتساءل “أين كانت عمدة باريس عام 2018 عندما نُظم كأس العالم في روسيا، بينما كانت الأخيرة تقصف سوريا بالقنابل؟”.

وأردف أن التساؤل نفسه يمكن طرحه عند تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الصينية بيجين، بينما يتعرض ملايين من المسلمين الإيغور للاضطهاد هناك.

وتابع “أين عمدة باريس من قمة المناخ المتوقع انعقادها في شرم الشيخ بمصر، رغم كل الانتقادات بسبب ملف حقوق الإنسان والتعذيب وأحكام الإعدام بحق المعتقلين السياسيين، لماذا لا يتم مقاطعة مصر؟”.

حملة مغرضة ضد قطر

وفي السياق، شدد الحقوقي الفرنسي على أن قطر تتعرض لـ”حملة مغرضة” من الأكاذيب، لأنها “دولة عربية ومسلمة”.

وعلى صعيد آخر، أشاد دي روس بالعمل “الجبار” الذي قامت به دولة قطر، حيث نفذت الكثير من الإصلاحات في ملف حقوق العمال، أبرزها إلغاء نظام الكفالة ومنع احتجاز لجوازات السفر، كما عملت على تحسين ظروف العمل في ظل درجات الحرارة المرتفعة.

ولفت إلى أن صحيفة فرنسية قدّمت “أرقامًا سخيفة” عن أعداد الوفيات بين العمال في قطر، مشددًا على أن هذا المسار “بعيد كل البعد عن الجدية والمهنية الصحفية”.

وأوضح أن “تنظيم كأس العالم يمكّن الدول من تحسين ملفات بينها حقوق الإنسان، كما يسمح بالتطور والتقدم بصفة عامة، لذا لا يمكن لأحد فهم سبب حرمان الفرنسيين من تشجيع منتخبهم الوطني”.

وردًّا على سؤال عن سبب موقف عمدة باريس قبل انطلاق مباريات كأس العالم في قطر، قال روش “إنه أمر غير مفهوم، لأن هذا الموقف يُعَد متاجرة سياسية لتحقيق بعض المصالح”.

وتابع “إذا قررت عمدة باريس مقاطعة مونديال قطر 2022 فيجب أيضًا مقاطعة الغاز القطري واتخاذ الموقف ذاته من مختلف الدول في المنطقة، لذا يجب أن نلتزم بالحكمة”.

ونوه إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه انزعج من قرار عمدة باريس، لا سيما وأنه يأتي من اليسار الفرنسي، مضيفًا أن منظمة حقوق وعدالة بلا حدود ستحاول الحفاظ على الزخم للضغط على عمدة باريس كي تتراجع عن قرارها.

مزاعم وشائعات

وكانت منظمة حقوق وعدالة بلا حدود قد دعت إلى التظاهر، اليوم الأحد، أمام بلدية باريس احتجاجًا على إزالة مناطق المشجعين والتخلي عن الشاشات العملاقة والبث العام لمباريات كأس العالم.

وانتقدت المنظمة في بيان “إنكار الإصلاحات التي أنجزتها قطر على مختلف الملفات والقطاعات”، وأوضحت أن هذا الموقف “سيكون غير عادل وكاريكاتوريًّا واختزاليًّا”.

وأضاف البيان “بالنسبة للأرقام المطروحة عن الوفيات المسجلة في مواقع البناء، فالجميع يعلم أنها خاطئة، والهدف هو كسر ديناميكية التغيير عبر التقليل من شأن التقدم المُحرَز بل وإنكاره”.

وشدد البيان على أن معدل الوفيات بأماكن العمل في قطر “يضاهي مثيله في فرنسا”.

وأعلنت السلطات المحلية في باريس، الثلاثاء الماضي، عدم تخصيص أماكن عامة للمشجعين من أجل مشاهدة فعاليات بطولة كأس العالم.

وتسبب القرار في انتقادات عدة من الجمهور، إذ اتهم الكثيرون سلطات المدينة بـ”النفاق”.

وتواصل قطر -منذ أن حظيت بتنظيم نهائيات المونديال- التصدي للكثير من حملات التشكيك في منحها الاستضافة التاريخية الأولى بالمنطقة العربية.

وأسهمت الجهات الرسمية المعنية في الرد على تلك المزاعم التي استندت إلى شائعات لا أساس لها من الصحة، مثل تقرير نُشر في صحيفة أوربية ادعى أن أعداد الوفيات في منشآت وملاعب المونديال منذ الفوز بالاستضافة وصلت إلى 6500 عامل، دون أي إثبات أو مصدر يُعتد به.

وتجاهلت هذه الشائعات التقارير الرسمية الصادرة عن منظمات عمالية وحقوقية عالمية، إلى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تشيد بشكل دائم بالمبادرات التي قامت وتقوم بها دولة قطر من أجل حماية حقوق العمال.

المصدر : الجزيرة مباشر