ترحيب فلسطيني واستياء إسرائيلي من إعلان أستراليا سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي تسلم سدة الحكم في مايو 2022 (رويترز)

رحب الفلسطينيون بقرار أستراليا سحب اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، في حين انتقدت إسرائيل القرار واستدعت السفير الأسترالي لتقديم احتجاج رسمي.

وأعلنت أستراليا، اليوم الثلاثاء، أنّها لن تعترف بعد اليوم بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، متراجعةً بذلك عن قرار مثير للجدل اتّخذته الحكومة المحافظة السابقة.

وأكّدت وزيرة الخارجية الأسترالية (بيني وونغ) أنّ وضع المدينة المقدّسة يجب أن يتقرّر من خلال محادثات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وليس من خلال قرارات أحادية الجانب.

ترحيب فلسطيني

ورحبت السلطة الفلسطينية بإعلان الحكومة الأسترالية، وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ في بيان “نثمن قرار أستراليا حول القدس ودعوتها لحل الدولتين وفق الشرعية الدولية وتأكيدها أن مستقبل السيادة على القدس مرهون بالحل الدائم القائم على الشرعية الدولية وهو حل الدولتين”.

كما رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بقرار الحكومة الأسترالية، وقالت إن القرار تصويب إيجابي لموقف أستراليا، بما ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وثمنت الوزارة دعوة أستراليا إلى تطبيق حل الدولتين، والتمسك به واعتبار القدس موضوعا أساسيا في قضايا الحل النهائي التفاوضية وفقا للشرعية الدولية، مؤكدة أن القرار يدعم الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإحياء عملية السلام.

وقالت إنها تتنظر من حكومة أستراليا الانتقال نحو الخطوة الأهم وهي الاعتراف بدولة فلسطين تجسيدا لالتزامها بمبدأ حل الدولتين والتزاما بقرارات حزب العمال الحاكم الذي تبنى رسميا الاعتراف بدولة فلسطين.

من جانبها رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقرار الأسترالي، وقالت إنه في الاتجاه الصحيح نحو الانتصار للحق الفلسطيني.

وأشارت حركة حماس إلى أن القرار الأسترالي “يفتح المجال أمام كلّ دول العالم الحرّ لتصحيح خطيئة الاعتراف بهذا الكيان ولمزيد من عزله وفضح جرائمه وإرهابه”.

استياء إسرائيلي

أمّا في إسرائيل، فقد أثار القرار الأسترالي “خيبة أمل عميقة”، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها استدعت السفير الأسترالي لتقديم احتجاج رسمي، وأعربت عن خيبة أملها إزاء القرار.

وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، بشدة الإعلان الأسترالي ووصفه بأنه “ردّ متسرّع”، وقال “لا يمكننا إلا أن نأمل أن تتعامل الحكومة الأسترالية مع قضايا أخرى بشكل أكثر جدية ومهنية”.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ووزيرة خارجيته وونغ (رويترز)

حزب العمال الأسترالي

ووصل حزب العمال الأسترالي (المنتمي ليسار الوسط) مع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي ووزيرة الخارجية وونغ إلى السلطة في مايو/أيار العام الحالي 2022.

وفي إعلانها تراجع الحكومة الأسترالية الجديدة، قالت وزيرة الخارجية “لن ندعم نهجا يقوّض حل الدولتين”، وأضافت أن “سفارة أستراليا كانت دائمًا ولا تزال في تل أبيب”.

واحتلّت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وضمّتها لاحقًا بقرار لم يعترف به القسم الأكبر من المجتمع الدولي.

وبالنسبة للأمم المتحدة، يجب أن يتفق الإسرائيليون والفلسطينيون على وضع القدس؛ ومن ثم فلا يجوز أن تقيم الدول سفاراتها لدى إسرائيل في القدس.

ويتطلّع الفلسطينيون إلى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم الموعودة، وفي ظل هذا الخلاف تتجنّب معظم الحكومات الأجنبية إعلان المدينة رسميا عاصمة لأي من الطرفين.

المصدر : وكالات